الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عام 1973، غنت المطربة فيروز على خشبة مسرح البيكاديللي اشتياقاً لزوجها الذي أصيب بنزيف في الدماغ “سألوني الناس عنك يا حبيبي،،، كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا”. أما اليوم فإن الهواء (الفضاء الالكتروني) أشد كرماً من ذي قبل فأصبح يعطي أكثر مما “يأخد”. أصبح “الهوا” يمطرنا بكميات كبيرة من المكاتيب والرسائل وفي كل يوم أجد أن الناس قد سألوني عن التسويق. لن أخفيكم سراً أن أكبر ملهم لي في مقالتي هي الأسئلة التي تردني في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأني حريص كل الحرص على أن أجيب عليها حسب الاستطاعة، ولكن كثير من الأسئلة يصعب الإجابة عليها إما للحاجة لمعلومات أساسية حتى تتضح الصورة كسؤال: “هل تنصحني أن أفتتح فرع آخر أم لا؟” أو أن الإجابة عليها تتطلب كتاباً وليس تغريدة أو سنابة عابرة كسؤال: “كيف أطور شركتي؟” ولكن هناك نوع من الأسئلة يسترعي انتباهي كثيراً لذلك تجدني أقوم برد السؤال بسؤال مثله كالسؤال الذي وردني قبل أيام: “ما رأيك بدعاية البيك في الخرج؟” وكالعادة قمت بالرد عليه “ممكن توضح قصدك أخي الكريم؟” فقال دعاية البيك للمسحب؟ فقلت: وما هي دعاية البيك للمسحب؟ فقال: أنه طرح المسحب وبعده الجمبري قبل أن يطرح بقية الوجبات. ف
قلت له وأين الدعاية في الموضوع؟ فقال لي: لأن أكثر الناس تطلب البروست العادي والحراق لذلك أخر البيك طرحها حتى يتعرف الناس على الوجبات الأخرى. فقلت له وهل أدى ذلك إلى دعاية للبيك؟ فقال لي أقصد أن طريقته في ترتيب الوجبات هي الدعاية. فقلت له أترك رأيي جانباً في استراتيجيات البيك التسويقية واستراتيجيات طرح المنتجات فهي شركة كبيرة ورائدة في هذا المجال. ولكن ما نحتاج توضيحه هنا هو الفرق بين التسويق والإعلان والدعاية. تطوير المنتجات وطرحها في الأسواق هو من صميم عمل المسوقين “تسويق” وله عوامل ومحددات تحكمه، وعندما تقوم الشركة بالإخبار عن منتجاتها الجديدة فهذا أيضاً من صميم عمل المسوقين “إعلان” وعندنا تقوم الشركة بخلق ثقافة حول المنتج وتجعل العملاء هم من يتحدثون عن منتجاتها فهذه “دعاية”.
الإعلان هو كل وسيلة مدفوعة تقوم الشركات من خلالها بالتعريف بنفسها أو بمنتجاتها أما الدعاية فهي توصيات شخصية من العملاء للتعريف بمنتجات الشركة. ومن أهم سمات الإعلان أنه مدفوع وأن الشركة هي من تضع المحتوى وتتحكم في إيصال الرسالة بالطريقة التي تعزز تمركزها Positioning أما الدعاية فهي من حيث الأصل ليست مدفوعة ولا تتحكم الشركة في محتواها وقوة تأثيرها أقوى من الإعلان. لذلك نجد كثيراً من المؤثرين يعمدون إلى جعل إعلاناتهم تظهر بمظهر الدعاية وليست الإعلانات التجارية وهذا بلا شك يتنافى مع أخلاقيات التسويق ولكن للأسف لسان حال البعض يقول لأخلاقيات التسويق “تمرق علي امرق ما بتمرق ما تمرق مش فارقه معاي مش فارقه معاي”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال