الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تهدف رؤية المملكة 2030 الى تفعيل دور الشباب بالمجتمع، وقد أولتهم أهمية قصوى حيث يشكل الشباب ما نسبته 70% من المجتمع السعودي. وللشباب دور مهم في دعم الاقتصاد الوطني، ودفع عجلة التنمية، وذلك من خلال خلق فرص عمل مناسبة لهم، ورفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتحقيق الاستدامة الوظيفية، وتقديم دورات تدريبية وبرامج علمية لهم تؤهلهم، وتساعدهم على الانخراط بالعمل، والمنافسة في سوق العمل، واطلاق مشاريع تجارية واقتصادية واجتماعية، ودعم العمل الحر، وريادة الأعمال، ودعم المنشات الصغيرة والمتوسطة، وتسهيل إجراءات انشائها، وتقديم الاستشارات للشباب مما يساهم في تسريع وتيرة النهضة التنموية في مختلف المجالات، وبناء اقتصاد قوي متين يقوم على العنصر البشري، وتنوع مصادر الدخل مما يحقق الازدهار الاقتصادي ويجسد لمرحلة اقتصاد ما بعد النفط بالمملكة.
فالعديد من البرامج اطلقت والجهود بذلت مشكورة لدعم الشباب الا أن الضرورة تقتضي انشاء مجالس للشباب لتفعيل دورهم فعلياً بالمجتمع، وتعزيز حضورهم، وتكون مختلفة عن فكرة مجالس الشباب الموجودة حالياً، والتي تعد اجتهادات فردية من بعض امارات المناطق، ومحصورة على مستوى المناطق، ولا تشمل كافة مناطق المملكة ونتائجها محدودة حيث أنه من المهم أن يكون لمجالس الشباب تنظيم قانوني محدد، وتكون المجالس منتشرة بكافة مناطق المملكة، ولها استقلال مالي واداري ، وترتبط تنظيمياً بإمارات المناطق، وتشمل عضويتها شباب وشابات المنطقة من خلال التعيين في البداية، ويكون الانتخاب لاحقاً. والهدف منها تعزيز التواصل بين الشباب بالمنطقة من جهة.
وبين الشباب، والمسؤولين، والأكاديميين، والمتخصصين، ورجال وسيدات الأعمال، والمثقفين، والمفكرين من جهة أخرى. وتهيئة بيئة مناسبة للشباب لمساعدتهم في تنفيذ مشاريعهم الاقتصادية، والتجارية، والاجتماعية، وذلك خلال إقامة ملتقيات ثقافية، واجتماعية ، واقتصادية دورية، و اطلاق جلسات حوار مفتوحة يتمكن الشباب والشابات من خلالها إيصال أصواتهم لمتخذي القرار بطرح آرائهم، وتطلعاتهم، وأفكارهم، واقتراحاتهم حول مختلف المواضيع والقضايا، وعرض أفضل الممارسات العالمية لتطبيقها، وذكر ما يواجهون من تحديات في مجالات التعليم، والعمل، والتجارة، والاقتصاد، والاستثمار، واقتراح الحلول التي من شأنها تذليل العقبات أمامهم، وذكر الدعم المطلوب الذي يحتاجونه لتحسين أعمالهم وتطويرها. بالإضافة لإقامة منتديات، ومؤتمرات، وورش عمل مكثفة يتم من خلالها تبادل العلم، والمعرفة، والخبرة.
فبذلك سيتم تمكين الشباب ليكونوا قادة المستقبل، واشعارهم بأن أصواتهم فعلاً مسموعة، وأفكارهم الإبداعية، واقتراحاتهم محل اهتمام من أصحاب القرار، وبإمكانهم الحصول على المشورة، وتبادل الآراء مع المثقفين، والاكاديمين، والمتخصصين والاستفادة من خبراتهم بدون قيود مما يحفز المواهب، ويطور القدرات، ويصقل المهارات، ويدعم ثفاقة الحوار بالمجتمع بين مختلف الأطياف، والأعمار، والخلفيات، ويساهم ذلك بالخروج بأفكار إبداعية، وسياسات فعالة، واقتراحات مثمرة تؤثر ايجابياً بالمجتمع، وتدعم مسيرة الوطن لتحقيق التقدم بالنواحي الاجتماعية، والاقتصادية، والتجارية، والثقافية، والفكرية. فلا يمكن تفعيل دور الشباب بالمجتمع، وحل مشاكلهم، ومعرفة قضاياهم دون اشراكهم بالمواضيع والقضايا التي تعنيهم، والاستماع لهم، والتحاور معهم مباشرة، وتشجيعهم. فالشباب هم وقود المستقبل، ومحرك التنمية، فاستثمار طاقاتهم، والاستفادة من مواهبهم ، وأفكارهم أمر مهم للغاية لبناء غد أجمل، وصناعة مستقبل مشرق. ففكرة انشاء مجالس الشباب ستكون مفيدة وفريدة من نوعها لاشعال جذوة الحماس. بالإضافة لكونها قابلة للتطبيق والتطوير كتجربة جديدة بالمجتمع تكون بوابة لنجاح أوسع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال