الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ليس الغرض من المقال تسليط الضوء على ما تم انجازه من اصلاح هيكلي للاقتصاد, فذلك أمر يعرفه القاصي والداني, كما وليس الغرض من المقال تعداد مناقب ذلك والتعبير عن مدى الفرحة العارمة والفخر اللامحدود بإنجاز بلادنا, فالكلمات لا تعبر عما يختلج القلب من مشاعر الله بها عليم. ولكن الغرض من المقال تسليط الضوء على بعض النقاط التي ما زلنا ننتظرها (حتى هذه اللحظة) بفارغ الصبر, وهي من الضرورات التي لا بد منها, وكلنا ثقة بتحقيقها, ونطمع في التعجيل بها لننعم بثمارها عاجلا وبأسرع وقت ممكن.
فحتى هذه اللحظة ما زالت الأخطاء الطبية تعصف بمشاعر الناس و تهدر مستقبلهم, ليس لشيء سوى الإهمال والتعجل والقيام بما لا يتقن. وهذا الأمر لا ينبغي التساهل به وتعداد الأعذار من أجله, بل ينبغي عدم التأخير في معالجته وحله بأسرع وقت, بل لابد من الحزم فيه وايقاع العقوبات التأديبية حتى ولو كان ذلك يعني سحب رخص الممارسة الطبية ورخص المستشفيات والمستوصفات الصحية, فأرواح الناس لا ينبغي ان تكون عرضة للأخطاء وخصوصا الطبية منها. ولعل من المناسب انشاء ادارة مستقلة تعنى بهذا, يقوم عليها كفاءات علمية مارست الطب وبنجاح دون الوقوع في الأخطاء, وربما كان من المناسب الاستفادة من الكفاءات المتقاعدة. ويجب ان يكون أمر هذه الجهة نافذا وعلى الفور. فالمآسي في البيوت نتاج الأخطاء الطبية مدعاة للتشدد في الأحكام تجاه الأخطاء الطبية.
وحتى هذه اللحظة ما زالت هناك حالات تسمم من مطاعم نتاج سوء الحفظ وسوء الإدارة, واقفال المحال لحين المعالجة يبدو أمرا متساهلا جدا في مواجهة هذه المعضلة, فينبغي منع أي من يثبت عليه مثل هذا أن يدير أو يفتح محالا للأطعمة, فالصحة العامة لا ينبغي أن تكون عرضة للتسيب والإهمال في ادارة المحال الغذائية, ولا ينبغي الاكتفاء بالغرامات والأقفال المؤقت, بل ينبغي ان تتجاوز العقوبة هذا الأمر بمراحل عدة. ولعل من المناسب سحب هذا الأمر من البلديات وانشاء ادارة حكومية مستقلة و متفرغة في التعامل مع هذه الحالات وينبغي ايضا ان يناط بها اعطاء التصاريح للمطاعم والمحال الغذائية على الأقل بمشاركة مع البلديات, فموظفو البلديات ليسوا متخصصين في الصحة العامة, وعليه لا بد من حل جذري لهذا الاشكال يضمن الحد الأدنى من وقوع مثل هذه المآسي ويضمن العقوبة الرادعة لكل من يفشل في الارتقاء بمطعمه صحيا قبل أي شيء آخر.
وحتى هذه اللحظة ما زالت الأندية الرياضية منعزلة تماما عن التوعية الصحية العامة, وما زالت الأندية تأخذ شكلا عاما يسوده المباهاة والترف والبعد عن الاضافة الاقتصادية للمجتمع. وحل هذا الأمر مع غيره من المظاهر السلبية يكون في خصخصتها بالكامل حتى تستطيع الاستفادة من كل مقوماتها اقتصاديا واجتماعيا كذلك. فالأندية تمثل الرياضة, والرياضة تمثل الصحة, والصحة اساس المجتمع ومرتكز قوته بجانب منظومة الاخلاق والقيم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال