هذا ماقاله كوتلر في البحرين

سعدت الأسبوع الماضي بلقاء فيليب كوتلر في منامة البحرين بدعوة كريمة من منظمي ذلك الحدث. وكوتلر لمن لايعرفه هو أحد أبرز مفكري علم التسويق في العالم. ونحن المسوقين على الأرجح نسعى ونباهي بأخذ صورة معه أو بكلمة نسمعها منه فهو معلم له “قيمة” فريدة لدينا. ولعل أبرز النقاط التي ركز عليها في لقاء البحرين هي التالي:

أولاً: لابد من السعي لخلق قيمة Value  لدى العميل. والقيمة في علم التسويق مفهوم عميق ومتشعب ولكن دائما ما أبسطه إذا أردت شرحه بكلمة وهي “يسوى”. فالمستهلك يدفع مالاً في مقابل الحصول على منافع تتناسب مع هذا المال المدفوع من وجهة نظره. فعلى سبيل المثال مالذي يجعل فتاة تدفع على حقيبة من  “جوتشي” مبلغ عشرة الآف ريال ولا تدفع نصف هذا المبلغ على حقيبة من “كالفن كلاين”  مع تشابه الحقيبتان، لأن ربما حقيبة جوتشي “تسوى” في نظرها أكثر من الحقيبة الأخرى. وتسوى هذه قد تكون اسم العلامة التحارية نفسها، وقد تكون الجودة وقد تكون القيمة أو النظرة الإجتماعية التي تخلقها هذه الشنطة لها حينما تستخدمها. كذلك، مالذي يجعل شاب يدفع تذكرة طيران إلى نيويورك عبر طيران الإمارات بمبلغ ثمانية آلاف ريال مع أن هناك خطوط أخرى يعرفها أقل بكثير من هذا المبلغ ولكن فضّل هذا الطيران بالذات. ربما لخدمات معينة يقدمها ذلك الطيران أو ربما لبرنامج ولاء المسافرين الذي سجل فيه وربما أسباب أخرى، المهم في النهاية هناك أشياء محددة في ذهنه جعله يختار ويفضّل تلك الخطوط لأن المبلغ الذي دفعه “يسوى” من من وجهة نظره. فنصيحة للشركات، اخلق قيمة لدى عميلك.  

ثانياً: التركيز في السوق المستهدف الذي تخدمه الشركة. بمعنى الغوص في أعماق هؤلاء المستهلكين ومعرفتهم أكثر وفهم احتياجاتهم ورغباتهم ومالذي يفضلونه ومالذي يجعلهم يشعرون بالرضا. فكل فئة مستهدفة لها خصائص مختلفة ومميزة عن غيرها فالمطلوب هو معرفة هذه الخصائص بالضبط ومن ثم تقديم مناسب لها. فربما تضاف خدمات ومنتجات وتحذف أخرى بناء على ذلك الفهم والتعمق. 

ثالثا: مستقبل التسويق متوجه نحو التسويق الرقمي فالمطلوب ليس هو معرفة أساسيات هذا النوع بل التخصص فيه وهذه نصيحة ليست للشركات بل ولطلاب التسويق والعاملين فيه أيضاً.

رابعاً: خلق أفكار ابداعية والذكاء في ايجاد حاجات جديدة لم تخدم من قبل. فالجوالات الذكية، وتطبيقات السفر والمواصلات خير مثال على ذلك.  
خلاصة القول، علم التسويق متجدد ومتفرع والتوجه الآننحو التسويق الرقمي،  فنصيحة عامة لكل مسوق ،كن خبيراً فيه.