الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الجودة في كافة المجالات من أهم ما تسعى إلى تحقيقه رؤية المملكة 2030 ، وتلك الجودة لن تتم ما لم تتحقق على المستوى البشري أولا. فرفع كفاءة الكوادر البشرية يعني قطعا ارتفاع كفاءة كل مجال أخر ؛ لذلك تحدثت رؤية 2030 عن بناء مجتمع حيوي من خلال برامج التحول الوطني بإرساء القيم الإيجابية عن طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية .
ذلك الهدف الجوهري سيصبح هدفا أساسيا لكل المنظومات الاقتصادية في القطاعين العام والخاص ، ورغم التطور الكبير جدا في قطاع التعليم خلال السنوات العشر الماضية إلا أن ذلك ليس كافيا للشباب الراغبين في دخول سوق العمل ، فقد ارتفعت كثيرا المتطلبات الواجب توافرها في الباحث عن العمل في سوق العملالسعودي .
وفي القادم من الأيام سترتفع المواصفات الواجب توافرها في الباحثين عن العمل أولا لأن الرؤية تهدف إلى جودة العمل والحياة وكما قلنا هذا منشاؤه من جودة العنصر البشري ، ومن هنا سترتفع اشتراطات التوظيف . ثانيا العمل على خصخصة معظم الخدمات الحكومية وتحويلها للقطاع الخاص بالإضافة إلى وظائف القطاعالخاص الأساسية ، وهذا يعني تغير في آلية التوظيف التي كانت تتغاضى عن بعض الشروط مثل توافر الخبرة وبعض المميزات في الموظف .
وأخيرا لأن الشباب السعودي في السنوات الأخيرة ارتفعت كفاءته العلمية والعملية وأصبح كثير من الشباب يمتلك إمكانيات عالية جدا وليس من السهل على من يفتقر لتلك الإمكانيات منافستهم. لكل ذلك يجب على الشباب الراغبين في إيجاد موطىء قدم في سوق العمل تأسيس أنفسهم من وقت مبكر جدا وتحديدا من مقاعد الدراسة ، فالإكتفاء بما تقدمه المؤسسات التعليمية مهما بلغت جودتها لم يعد كافيا . وذلك التأسيس يشمل عدة عناصر أساسية ؛ أولها التخصص فيما هو مطلوب في سوق العمل، فالخريجون المتخصصون كثر ولن تضّيع المؤسسات وقتها وأموالها في تأهيل غير المتخصصين .
يأتي بعد ذلك سلسلة من التأهيل الذاتي الذي لن يجده الشاب فيالمؤسسات التعليمية ؛ من ذلك عدم الإكتفاء بما يتحصل عليه الشاب من معارف في تخصصه في المؤسسة التعليمية ، بل البحث عن كلجديد في ذلك التخصص بكل وسيلة ممكنة، والدخول في دورات بمجال التخصص وفي تطوير الذات ، وكل ما ينفق في سبيل ذلك من وقت وجهد ومال هو استثمار مهم في المستقبل .
اللغة لم تعد مطلبا لبعض القطاعات والجهات بل أصبحت مطلبا حتى في الوظائف الحكومية ، ومطلبا لدراسة التخصصات المهمة والمطلوبة في السوق . لذلك يجب أن يمتلك طالب العمل لغة أخرى غير اللغة العربية ، واللغة الإنجليزية تعتلي رأس القائمة التي يجب أن يتقنها الشباب ، وكلما كان لديه لغات أخرى كانت فرصته في الحصول على أفضل الوظائف أعلى .
الخبرة من أهم الاشتراطات التي تقف حجر عثرة في وجة معظم الشباب لدخول سوق العمل ، ومن يرغب في دخول سوق العمل سريعا عليه أن يكوّن تلك الخبرة قبل خروجه للسوق . ذلك ليس باليسير لكنه كذلك ليس مستحيلا .
فعن طريق برامج توظيف الطلاب في الصيف التي ترعاها وزارتي العمل والتعليم ، والبرامج التطوعية المختلفة ، والبحث عن فرص توظيف في الشركات والمؤسسات في مجال تخصص الطالب ولو مجانا ، والبحث عن فرص وظيفية بدوام جزئي في أوقات الفراغ ؛ كل ذلك يمكن أن يساعد الطالب على تكوين خبرة مناسبة لدخول سوق العمل .
أخيرا يجب على الشباب في بدايات إلتحاقهم بسوق العمل التنازل عن بعض ما يحلمون به من حيث الراتب والمزايا الأخرى مثل العلاوات ومكان العمل وطبيعة العمل والدوام حتى تتكون لديهم الخبرة المناسبة للحصول على وظائف أفضل .
من الواضح جدا أن جودة سوق العمل السعودي ارتفعت كثيرا وهي في طريقها لمزيد من الارتفاع ، ومن يرغب في إيجاد مكانا مناسبا له في سوق العمل أن يعدّ نفسه إعدادا جيدا قبل أن يخرج لذلك .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال