اقتصاد القرن الحادي والعشرين

تعمل المملكة على كافة الأصعدة لتطوير الوطن والمواطن وتعزيز كل ما من شأنه دعم عجلة التطوير والتنمية ومما لا شك فيه فإن اقصاد المعرفة يشكل أبرز المحاور الرئيسة في رؤية المملكة 2030 فالاستثمار المعرفي هو ذو قيمة عالية جداً ويقودنا الى مستقبل واعد.

تكمن أهمية اقتصاد المعرفة في كونه من أهم ركائز التحول في الدول النامية إلى دول متقدمة ويصل هذا التأثير الى دعم النمو الاقتصادي في الإنتاج وزيادة الثروة وتحسين الأداء وتقليل تكاليف الإنتاج مما يؤدي إلى توفير فرص عمل متنوعة ومتزايدة وواسعة وكذلك تشارك المعرفة باستمرار يساهم في تطور الاقتصاد بشكل سريع، كما أن المعرفة تساهم في توفير الأسس الضرورية لتوسع الاستثمار خصوصا بمجالات المعرفة العلمية والعملية وبذلك يتشكل رأس مال معرفي لتوليد إنتاج المعرفة، وتعمل المعرفة على الحد من استخدام وتطوير الموارد الطبيعية عن طريق الاعتماد على موارد المعرفة مما يسهم في ضمان استمرار تطور النشاطات الاقتصادية ونموها دون التأثر بمحددات مثل الندرة وبالتالي فإن اقتصاديات المعرفة تساعد على دعم ورفع الدخل القومي.

أن اقتصاديات المعرفة هي نوع من أنواع القطاعات الاقتصادية الحديثة التي تعتمد على تطبيق المهارات الشخصية أو التكنولوجية في التعاملات المالية، أو غير المالية ضمن قطاع الاقتصاد، وتعرف بأنها استخدام الذكاء الطبيعي، أو الصناعي المعتمد على أجهزة الحاسوب في معرفة طبيعة المنتجات، والخدمات التي سيتم طرحها في الأسواق، ثم تحديد قيمة رأس المال، والموارد، والقوى العاملة التي تساهم في تطبيق عملية الإنتاج، وتشير الإحصاءات الدولية إلى أن اقتصاديات المعرفة تشكل نسبة 7% من الإجمالي الاقتصادي المحلي لدول العالم، وتزداد هذه النسبة سنويا بقيمة مضافة تقدر بحوالي 10% من إجمالي القيمة الاقتصادية العامة.

لذا يحتاج اقتصاد المعرفة إلى مجموعة من المتطلبات الرئيسيّة من أجل ضمان استمراريّته وتطوره ومن أهمها توفير بنية اتصالات وتكنولوجيا معلومات؛ من أجل المساهمة في بناء مجتمع معلوماتيّ. وتطوير القوانين المستخدمة لتتناسب مع اقتصاد المعرفة. وكذلك تأسيس وتطوير رأس المال البشري من خلال توفير الدول للمناخ المساعد للمعرفة حتى تصبح أهم عنصر إنتاجي وإدراك المنشآت المتنوعة والمستثمرين لأهمّيّة اقتصاد المعرفة بتوفير المعرفة المستوردة، والبحث عن المعرفة غير المتوفرة، والحرص على بناء منظومة فعّالة للتكنولوجيا والعلم بدعم انتشار الثقافة الاجتماعيّة التي تُشجّع على الابتكار والإبداع ودعم البحث والتطوير عن طريق توفير بيئة تفاعليّة تشجّع الإنسان على إنتاج المعرفة.