الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا تتحقق العدالة الإجتماعية في ظل عدم المساواة، وعلى العالم أجمع أن يتأكد من أن الجميع يستفيدون من التكنولوجيات الجديدة في المرحلة القادمة حتى لا تتسع فجوة عدم المساواة في العالم. ويمكن استخدام تكنولوجيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة وإنترنت الأشياء للحد من الهوة الاقتصادية الآخذة في الاتساع والتي تظهر في المجتمعات الحديثة. وهناك طرق كثيرة يمكن أن تساعد الثورة الصناعية الرابعة – وهي العبور بين العالمين الرقمي والفيزيائي والبيولوجي – على القيام بالأمور في إعادة تشكيل المجتمعات وخلق نماذج حيوية جديدة.
ولا يفوتنا أنه في الوقت الذي ساعدت فيه العولمة فى معالجة الفقر في أجزاء كثيرة من العالم، فقد وسعت أيضا الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وفي أوروبا، فإن 10% من الفقراء قد يكسبون ما بين 2 إلى 4% فقط من إجمالي الدخل في بلدانهم، في حين أن 10% من الأغنياء يمثلون أكثر من خمس الدخل. ولكن من خلال مساعدة الناس العاديين على استخدام التكنولوجيا لتطوير حلول مبتكرة للمشاكل التي يمكن أن تتركهم مهمشين، يمكن التغلب على بعض هذه التفاوتات.
وقالت آن هيدالغو، عمدة باريس في فرنسا، التي كانت من أبرز المؤيدين للمشاريع الاجتماعية الجديدة خلال فترة توليها المنصب: “إن الثورات الرقمية تتيح فرصا غير عادية لتصحيح هذه التفاوتات بطرق تؤثر على الجميع”. وأشارت إلى التكنولوجيات التي تدار بطريقة تستخدم الطاقة بكفاءة أكبر في المنازل والمصانع وأنواع جديدة من العزل، وإدخال الطاقة المتجددة على المرافق. “والتي يمكن أن تقلل من تكلفة الطاقة في مدننا، ولكن فقط إذا كانت هذه التقنيات في متناول الجميع”.
لكن ذلك يعتمد على توسع قوة الأسواق ونظم الطلب الذاتي، وتطور سلاسل القيمة الدولية، ومضاعفة القوة العاملة العالمية من خلال الاقتصادات الناشئة. وبذلك، نصل إلى نظام اقتصادي يحدد قواعده الخاصة، ومجموعة من الأنظمة الاجتماعية التي فقدت كل الثقة في أي شيء آخر غير خلق الثروة العظيمة. وكما أن المليارات أصبحت الآن في المناطق الحضرية، وتبددت أسرار التكنولوجيا والإدارة بشكل كبير. ومثال على ذلك: الصين التي تجني عشرات المليارات من صناعة الطائرات دون طيار، وحيث تتوقع الصين ارتفاع قيمة صناعة الطائرات بلا طيار بواقع 40% على أساس سنوي، لتصل إلى 60 مليار يوان (حوالي 9.1 مليار دولار) بحلول 2020. وبحسب وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، فإن قيمة السوق ستزداد إلى ثلاثة أضعاف لتبلغ 180 مليار يوان بحلول 2025م.
في الحقيقة، أنا أعتقد أن هناك تغييرا كبيرا فى الطريقة التى قد تحتاج بها الحكومات والشركات والجمهور إلى التفكير في العلوم والتكنولوجيا من أجل جعلها أكثر فائدة اجتماعيا. وإن لم يحدث ذلك، فسيكون هناك خطر من أن تكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة يمكن أن تزيد من التفاوتات الاجتماعية أكثر، من خلال دفع الناس إلى الخروج من الأعمال. فهناك حاجة إلى مشاركة أوسع في تشكيل الثورة الصناعية الرابعة حتى من المواطنين العاديين. ولكي يحدث ذلك، يحتاج الناس إلى اكتساب المهارات والمعارف لمساعدتهم على المشاركة.
إن نموذج العولمة الذي أتبعته معظم الدول الغربية والمتقدمة على مدى العقود القليلة الماضية لم ينجح بالنسبة لكثير من المجتمعات، حيث قاموا بحصر نسبة الثراء عند أقلية من الناس أما الآخرين فقد تركوا يدورون في دوامة الفقر. لذلك يجب أن يكون لدينا نموذج مختلف عنهم يعالج حاجة الناس للعمل والإزدهار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال