الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في بداية هذا العام تم تطبيق ضريبة القيمة المضافة ووثق كثير من السعوديين أول فاتورة لهم مضافة لها الضريبة عبر قنوات التواصل الإجتماعي وأصبح هذا الموضوع حديث الساعة. ومن خلال عرض تلك الفواتير. كان هناك أربع طرق تم اتباعها من قِبل الشركات فيما يخص تسعير منتجاتهم بإضافة هذه الضريبة وهي كتالي:
الطريقة الأولى، وهي عدم تغيير السعر قبل 1 يناير واضافة ال5% فقط.
ثانياَ، رفع الأسعار عن السابق وتطبيق الضريبة بحيث يكون السعر النهائي عدد صحيح بدون كسور.
ثالثاً، عدم تغيير الأسعار مطلقاً وتحمل المنشأة قيمة الضريبة عن المستهلك وإعلان ذلك.
رابعاً، الإعلان عن عدم تغيير الأسعار وتحمل المنشأة تلك الضريبة وتكون تلك المنشأة غير مسجلة من الأصل بهذه الضريبة.
في خضم هذه المعمعة، قام أحد المؤثرين بوضع وسم “خلي الضريبة علينا” كمبادرة لتشجيع الشركات على عدم تغيير أسعارها لتكون مطابقة تماماً لأسعارها قبل تطبيق الضريبة. وانضم لهذا الوسم العديد من المؤثرين وبينوا بأنهم سيعلنون مجاناً لكل شركة طبقت تلك الإستراتيجية. وكان أحد هؤلاء المؤثرين وضع شروط أو نصائح للشركات المشاركة ومنها، ارفاق الرقم الضريبي وتثبيت السعر الذي أعلنت عنه الشركة خلال عام 2018 بحجة كما قال “لاتهايط إلا وأنت قدها”.
أما عن رأيي عن ماحصل في هذا الموضوع في أول يومين من بداية السنة، فأقول أن أي شركة استغلت هذا الحدث و”أعلنت” “بهدوء” وقبل وجود الوسم عن تحملها لتلك الضريبة “بتوثيق” الأسعار قبل وبعد لإثبات عدم تغييرها، بأنها تعاملت في معركتها بذكاء وعلى الأغلب كسبت تعاطف عملائها بسبب تحملها لتلك الضريبة مما يقود على الأرجح لولائهم لها “إذا استمروا بنفس الأسعار”. وأما من رفع الأسعار في نفس اليوم وطبق ال 5% فأعتقد أن لديهم الآن مهمة أخرى لمعرفة مدى أثر ذلك على مبيعاتهم وولاء العملاء لهم والعمل على كسب ثقة هؤلاء العملاء الغاضبين إن وجدوا. وبما أن الشئ بالشئ يذكر، قامت شركة عالمية للقهوة برفع اسعارها في الرياض 30% في آخر شهر نوفمبر الماضي ثم أضافت 5% في بداية يناير وأعتبر تلك الإستراتيجية التدريجية ذكية جداً في التمهيد لزيادة أسعارها بدون أن تأتي هكذا دفعة واحدة. فالسلوك الدارج الآن أن أغلب المستهلكين سيدققون في الفواتير، أما قبل بداية يناير فعلى الأرجح التدقيق أقل بكثير وتلك النقطة بالتحديد أعتقد أن تلك الشركة استفادت منها في تلك التجربة في مايخص سلوك المستهلك ومايطرئ عليه من تغيير.
خلاصة القول، لاشك أن الشركات تمر حالياً بوقت ليس بالسهل فيما يخص التسعير. وفرس الرهان من وجهة نظري، هو الإستمرار في الحفاظ على ولاء العملاء القدامي واستغلال الفرصة في كسب عملاء جدد غير راضين عن سياسات سعرية للشركات المنافسة. ولا ننسَ أن وعي المستهلك السعودي الآن تغير كثيراً عن السابق.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال