هل تُقيِّم ثقافة وقِيَم الكفاءة قبل الاختيار؟  

لماذا ثقافة وقِيَم الموظف مهمة؟ لأنها هي من تتحكم بتصرفات الموظف وأقواله.
وإذا عرفت ثقافة وقِيَم الموظف، سيمكنك إلى حد كبير توقع تصرفاته وأقواله حتى لو كان الموظف خارج المكتب أو بعيد عن أعين الإدارة.
ولأن المنافسة بين المنظمات أصبحت أصعب، عليك بالتميز والاختلاف عن منافسيك. 
يمكنك ذلك عن طريق خلق ثقافة مميزة ومختلفة لفريق العمل لجذب العملاء لك ولتحقيق الأهداف.
إليكم هذه القصة عن شركة اهتمت بثقافتها وحققت أرباح متوالية لأخر 44 سنة في قطاع جدا صعب ومنافس بشكل شرس.
شركة ساوث وست لخطوط الطيران ” https://www.southwest.com/ “وهي من أكبر شركات الطيران في الولايات المتحدة وأكبر شركة طيران منخفضة التكلفة في العالم ويقع مقرها في دالاس، تكساس، الولايات المتحدة، الشركة أسست الخدمة في 1969.
الشركة عرًفت ثقافتها بشكل غير مألوف. وفي قطاع الطيران يعتبر الأمن والسلامة أهم عنصرين للنجاح… قررت إدارة الشركة تعريف ثقافتها كشركة طيران لها ثقافة الحب والمرح كأحد القِيَم الثلاث التي تتبناها.
كما هو معروف أن ثقافة المنظمة يجب تعزيزها من جميع الأبعاد بما فيها البعد البشري أو فريق العمل  و خلال تقديم الخدمة حتى لا يكون تعريف الثقافة  مجرد حبر على ورق أو شعارات في المكاتب دون تطبيق فعلي!
فكيف يمكن لشركة طيران استقطاب كباتن وطاقم ملاحين محترفين بثقافة مرحة من أجل تفعيل ثقافة المنظمة على ارض الواقع؟
قام الفريق الإداري بابتكار معيار اسمه “الشورت البُني” Brown Short. 
معروف أن الكباتن والملاحين في العادة جادين ورسميين وفخورين بزيهم وببدلتهم الرسمية.
قام فريق التوظيف بدعوة المرشحين – أصحاب الكفاءة – لعمل المقابلة ولكن بعد لبس شورت بني لإجراء المقابلات.
طبعا بعض المرشحين استاءوا وانسحبوا من إجراء التوظيف لان هذا ممكن يعتبر تقليل منهم أو من شأن المنصب. هؤلاء المرشحين قد يكونوا طيارين وملاحين ممتازين لكنهم غير متناسبين مع ثقافة المرح المطلوبة للشركة.
وعلى النقيض، هناك مرشحين استحسنوا جدا فكرة الشورت البني! وواصلوا عملية المقابلات الشخصية. بلا شك هذا لا يعني انه تم ضمان الوظيفة لهم ولكن كانت مؤشر قوي لتناسب المرشحين مع ثقافة الشركة المرحة. في الأخير تم التصفية منهم بناءا على معايير أخرى مهمة لاختيار الأنسب.
بعد قيام شركة ساوث وست باختيار الكفاءات المحترفة في الطيران وفي نفس الوقت شخصيتها مرحة، فقد خلقت لنفسها مكان مميز جدا في سوق الطيران  و كونت سُمعة جذابة جدا.  فأصبحت الشركة حديث الناس ومقصد لكل للعملاء الذين يهمهم أن يروا ابتسامات والسعادة من قبل الملاحين في طيران اقتصادي (خدمة طيران بسعر منخفض التكلفة) والذي هو عادة متوفر في درجة الأعمال والأولى.
كما أن الشركة أصبحت مقصد لكل الكفاءات الذين يرغبوا أن يعبروا عن شخصيتهم المرحة خلال عملهم. وهكذا الشركة ضربت عصفورين بحجر واحد!
 معيار الشورت البني سيختلف لمنظمتك بناءا على ثقافة العمل التي تحتاجها منظمتك لتتبناها كي تتميز وتتفوق على المنافسة. فهذا يعني أن لمنظمتك معايير مختلفة لقياس التناسب الثقافي وهو ليس  معيار  الشورت البني.
إذا كنت صاحب قرار في اختيار الكفاءات، فاعلم انه  إذا  اخترت أشخاص غير متناسبين ثقافيا مع منظمتك، فتوقع أن تظهر مشاكل في منظمتك ومن أسوأ  المشاكل هي التي تحصل بدون علمك!
أطلب اجتماع مع فريق العمل وأسأل عن كيفية قياس التناسب الثقافي بين الكفاءات الجديدة ومنظمتك.