الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استوقفتني قبل أيام وأثناء قرائتي لأحد الكتب، الطرق القديمة التي كانوا يستخدموها البشر لعدم تمكنهم من شراء السلع المرتفعه السعر أو الموسمية أو ذات التقنية العالية ، تبادر الى ذهني هل سيلجأ الأشخاص الى اعادة استخدامها وعيا لا جبرا في يومياتهم؟ هل سيتمتعون باستخدام الشموع ليلا في زمن ارتفاع اسعار الطاقة يحددوا وقت تشغيل الاضاءة المعتاده بدلا من البذخ اللذي نراه حاليا في المنازل والمباني وغيرها ؟ وهل سيروا تلك النسبة البسيطة ذات عوائد وفيرة أم سيظل يرى أن جميع الأمور تقف على ( البركة ) بعشوائية في الاستهلاك!
لقد كان القدماء يجففوا بعض المأكولات ليتم تخزينها واستخدامها في موسم ارتفاع سعرها ومن أشهر ماكان هو (الطماطم) لم يكتفوا باستخدام المعلب أو المعجون بل العجيب انهم اجبروا البائعين على استسلامهم لخسارة السلعه حيث كانت تمر بعض الأوقات يروا فيها الممرات التي مابين الدكاكين مليئة بالمطاطم المعفنه لبقائها. كما أن الأسر اتجهت بشكل كبير الى استخدام الأجهزة التي تقلل من عبئ الاستخدام والموفرة للوقت أو الشراء من الخارج كأجهزة قهوة والشاي الترفيهية ، وأجهزة التجفيف للأقمشة ايضا مايتعلق بغسل الأواني ، أرى ان بها هدر أكثر للكهرباء مما قد يجعل للمنفعه الحدية دورا كبيرا في التوقف عن تزايد الطلب والإقبال عليها أيضا ارتفاع التكلفة اليومية لها .
الأمر الاكثر تاثيرا على عدم تطبيق الطرق السابقة هو اندفاع البعض وراء الأمور التسويقية والتي توالدت الكترونيا مع تقدم وانتشار التطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي ، مما أوصلها الى القيام بحملة عظيمة كحملة ( حظر المشاهير) فلم تظهر الا بسبب تألم المشتري والباحث عن السلع الاكثر جودة وكفاءة وضمان.
ومن هنا نلاحظ أن المتسبب في الركود الاقتصادي فعليا قلة القوة الشرائية وتراجعها ، فليس كما هو معتاد الادخار هو المحرك المؤثر على الانتعاش الاقتصادي ففترة ضبط الصرف بعد التغيرات الجذرية والتاريخيه الحاصلة في يومنا ستبب في الركود حفاظا على المستوى المعيشي ان لم يكن خوفا من هبوطه .
أخيرا .. المتوقع من صرف بدل غلاء المعيشة هو تنمية وانتعاش اقتصاد الدولة والحفاظ على مستوى رفاهية المواطن في الفترة الحالية ،واللذي سيلعب في جدوى هذا القرار هي الأرقام والمؤشرات التي ستذكر والمتوقع اصدارها في نهاية عام 2018 .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال