الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لنجاح مؤشرات قياس الاداء لا بد من حد ادنى من الكفاءة والعلم والاهم من هذا لا بد من الامانة القصوى. والامانة كتلة لا تتجزأ، وعليه فكلمة امانة قصوى مجازية للتأكيد على الاهمية، والا فالمقصود هو الامانة وكفى. سبق لنا ان شاهدنا كيف تقوم بعض الدوائر الحكومية، منها العلمية للاسف الشديد، في حبك بعض التفاصيل بطريقة بهلوانية لرفع مؤشرات اداءها دوليا بينما هي نفسها لم يتغير فيها شي سوى تبني الكذب للأسف الشديد. طبعا انكشف الامر وبان لأن الاستمرار في الكذب دون الانكشاف على الناس مستحيل، تماما كبعض الشركات التي تزور في قوائمها المالية ثم يكشف كل شي بعجزها المادي على ارض الواقع، والمتابع للشركات المساهمة المتداولة في سوق الاسهم يعرف عن ماذا اتحدث تحديدا . ويتعاظم الامر في الدوائر الحكومية لانها هي محور ونواة كل شئ في البلد، فحين تكذب الارقام و تلوى الحقائق وترتب الامور بطريقة صورية لتحقيق مؤشر ادائي معين، فلا شك ان هذا نذير شؤوم عظيم.
مؤشرات قياس الاداء تحتاج الى اجهزة رقابية فعالة تراقب اجراءات توثيق المعلومات بشكل محكم، وتحتاج الى اشراف معقد يضمن تحقيق هدف المؤشر المحقق، ويحتاج الى آليات معقدة تضمن عدم المساس بسلامة اي ادعاء، وهذا يقتضي عقوبات صارمة وتجريم في حق من يتلاعب، ولكنه ايضا يتطلب درجه من التفهم عند متخذ القرار حتى لا يعاقب القائمين على هذه المؤشرات على صدقهم. بالعربي تبني المؤشرات يحتاج الى تغيير جذري في عقليات القطاع العام كله، وهذا يتطلب وقت وجهد، فحتى هذه اللحظه لم يتبنى القطاع الخاص هذا، والامثلة على ذلك كثيرة فرغم ما حدث لقوائم بعض الشركات لم يحاسب احد من القائمين عليها جنائيا الى الان، او على الاقل لم يعلن هذا.
مؤشرات قياس الأداء نجحت في الغرب ، وبالأخص الغرب المتقدم كأمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول المؤثرة، وتوصل لها الغرب كنتاج تراكمات تطورات قطاعها العام والخاص على حد سواء، بمعنى انها تحصيل حاصل لتراكمات تفوقها اداريا في التعامل مع المعلومات، وتحصيل حاصل لكفاءة ادائها التشغيلي والمالي على حد سواء، ولكن اخذ الامر ومن ثم تطبيقة دون اي تهيئة واعداد ودون اي مستوى اداري يؤهل سيؤدي الى عدم تحقيق النتائج من المؤشرات اطلاقا. واتوقع ان تشهد الفترة القادمة معجزات ( ورقية) في تحقيق مؤشرات اداء رائعة ولكن ليس لأننا رائعين بل لأننا تعاملنا بطريقة بطالة مع هذه المؤشرات. شخصيا اعتقد اننا لم نصل لمستوى النضج الكافي لتبني هذه المؤشرات، فعلى سبيل المثال، مستوى البطالة في بلادنا يختلف حسب اختلاف الجهة المصرحة، وهذا لا شك امر يخلق نوعا من البلبلة من ناحية ومن ناحية ثانية يؤكد مستوى عدم النضج، وعليها سأقيس كل شئ، وهذا رأيي ولن يتغير حتى يتطابق الواقع مع الارقام ونبطل بهللة.
مؤشرات قياس الاداء تحتاج امانة، وتحتاج رقي، وتحتاج صرامة مع الذات في تقديم المعلومة، تحتاج رغبة في التطوير وليس تمضية وقت حتى يحين سن التقاعد، مؤشرات قياس الاداء تحتاج نظام متكامل يسعى للأفضل، والا ستتحول الى اداة للتضليل والكذب ولمنح صكوك غفران للمسؤولين المتقاعسين. مؤشرات قياس الاداء امر متقدم، يحتاج عقليات ناضجة، وليس شخصيات مضغوطة من عدم القدرة على تقديم الافضل، مؤشرات قياس الاداء امانة لا ارى اننا في مستواها بعد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال