الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الأول من يناير من هذا العام. خرجت الشركة السعودية للكهرباء من خانة بيع الطاقة بأقل من سعر التكلفة التشغيلية والإنتاج وذلك بعد أن رفعت الدولة الدعم عن أسعار الكهرباء. إلا أن عملية إنتاج الطاقة الكهربائية ما زالت مدعومة من الدولة عن طريق بيع النفط الخام على الشركة السعودية للكهرباء بأقل من السعر العالمي. وخصوصا في شريحة 18 هللة للكيلو وات ساعه. و لكن على أية حال، فإن الوضع المالي للشركة السعودية للكهرباء سوف يتحسن كثيرا بعملية رفع الدعم مما سيسهم في تطور صناعة الكهرباء في المملكة.
و الشركة السعودية للكهرباء هي شركة مثقلة بالديون البنكية والإقتراضات الحكومية طويلة الأمد والتي اضطرت الشركة إليها لملاحقة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في المملكة. وسوف تسهم زيادة الأسعار الأخيرة في تحسين وضع الشركة المالي وتحسين أدائها. ونتمنى على شركة الكهرباء أن تلاحق الهدر المالي – إن وجد – والقضاء عليه وبذل الجهد للتحول إلى شركة لإنتاج الطاقة الكهربائية تعتمد الربحية المعقولة هدفا لها.
و من أحد المواضيع المهمة التي يجب على شركة الكهرباء الإهتمام بها هو قراءة العداد لدى المستهلك النهائي للطاقة الكهربائية. فطبقة قرّاء العدادات في الشركة هم الأكثر عددا و هم الأقل تعليما و هم كذلك الأكثر تقلبا في الشركة. ولقد اتخذت الشركة السعودية للكهرباء قرارا بتركيب العدادات الرقمية منذ العام 2005. إلا أنها واجهت العديد من التحديات الفنية الناتجة عن شدة حرارة الطقس في فصول الصيف و التي تؤثر سلبا على أداء العداد. و كانت هناك تحديات أخرى مثل إختيار المواصفات الفنية التي تتناسب مع أوضاع شبكة توزيع الكهرباء.
و نرجوا أن تكون الشركة قد تمكنت من التغلب على تلك التحديات والإبتداء في تركيب العدادات الرقمية إذ أنها الطريقة الوحيدة الناجعة للتغلب على مشكلة قراءة عدادات الإستهلاك في الشركة. كما أن العدادات الرقمية لها فوائد عديدة أخرى بجانب قراءة إستهلاك الطاقة الكهربائية عن بعد. مثل وقف التعديات على عدادات الكهرباء و فصل وإعادة الخدمة الكهربائية عن بعد. كما أنه بتركيبها تكتمل دائرة الإتصالات الكهربائية بحيث تتمكن شركة الكهرباء معرفة أماكن هدر الطاقة الكهربائية آليا في الكابلات الأرضية وغيرها. هذا بالإضافة إلى الكثير من المعلومات الفنية والإحصائية التي ستمكن شركة الكهرباء من تقديم خدمة أفضل لعملائها.
كما أنه من واجب هيئة تنظيم الكهرباء أن تضغط نحو سرعة تركيب العدادات الرقمية. فإنه يصعب عليها في الوضع الحالي أن تكون حكما في أي نزاع قد يقع بين المستهلك والشركة السعودية للكهرباء على قراءة العداد. و جل ما تستطيعه الهيئة الآن هو العودة إلى شركة الكهرباء بالشكوى جاعلة منها الخصم و الحكم و الجلاد في نفس الوقت. بينما بوجود العدادات الرقمية فإنها تستطيع فتح ملف صاحب الشكوى الإلكتروني و دراسة موضوع الشكوى و اتخاذ القرار اللازم بحيادية في معزل عن شركة الكهرباء و عن صاحب الشكوى.
إن عداد الكهرباء هو في الواقع همزة الوصل الأهم و الوحيدة بين مستهلك الطاقة الكهربائية و بين عملية إنتاج الطاقة الكهربائية ونقلها وتوزيعها. فيصبح من واجب الشركة السعودية للكهرباء وهي تتجه إلى تعديل مسارها نحو الأفضل أن تولي جلّ إهتمامها إلى تطوير الطرق التقليدية لقراءة العدادات عن طريق إرسال موظف بصورة شهرية. وذلك بتركيب العدادات الرقمية حيث أنها الطريقة الوحيدة التي تتحقق من خلالها التدفقات المالية لشركة الكهرباء.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال