الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رجل الأعمال الصيني (جاك ما) المولود في العام 1964 وأحد أغنى الأثرياء على وجه الأرض حيث تُقدَّر ثروته الصافية بقرابة 21.8 مليار دولار، ومؤسس “مجموعة علي بابا” التي تعد إحدى أكثر شركات العالم صعوداً ونجاحاً، كانت له العديد من الرؤى والفلسفات الحياتية التي صقلتها وساهمت في تشكليها تحديات الأعمال والمصاعب والأزمات التي واجهته.
على صعيدي الشخصي لم أجد نفسي شغوفاً بقراءة سيرته الذاتية والتعرف على أفكاره التجارية قبل أن يقفز كتاب سوك لي وبوب سونغ بعنفوان عنوانه (لا تستسلم أبداً) إلى قائمة الكتب الأكثر رواجاً عبر تطبيق (قارئ جرير)؛ وعلاوةً على توصيتي بقراءة هذا الكتاب الخفيف في رحلة سفر أو صالة انتظار، فإني أحب أن أشارك رواد الأعمال إلهامات أسطورة التجارة الالكترونية الذي -تؤكد سوك لي وبوب في كتابهما- أنه دائماً ما يرفع شعار (لا تستسلم أبداً) مستحضراً المواقف التي كان يواجه من خلالها فشله طيلة تأسيسه لمشروع “علي بابا”، بل قبل ذلك حين أخفق في دراسته الجامعية مرتين وحين رفضته كلية الدراسات العليا في هارفارد عشر مرات، وعندما أرادت كنتاكي أن تستثمر في الصين فتقدَّم لها أربعة وعشرون شخصاً للعمل قَبلت منهم 23 ورفضت واحداً وهو (جاك ما) الذي لا زال يشعر بالنشوة والحماسة والأمل عندما يتحدث إلى شباب الأعمال خاصة بعد أن ابتسمت له شبكة الإنترنت التي كان ينتظر هو ورفاقه لأكثر من ثلاث ساعات أمام جهازه المتواضع لتحميل صفحة واحدة!.
وعبر النصائح السبع التي استلهمت صياغتها من عشرين اقتباساً من مقولاته؛ آخذك عزيزي القارئ في جولة خفيفة على زورق تجاربه المتأرجح تحت أشعة الشمس المتلألأة على نهر يانغتسي الصيني –الذي يعد بالمناسبة واحداً من بين 50.000 نهر في الصين وحدها-!:
النصيحة الأولى: (المعرفة ليست كل شيء “الطموح هو الأهم”)
1- “معرفتي بالتكنولوجيا ليست جيدة، لقد تدربت لأكون مدرساً في المدرسة الثانوية وإنه لأمر مضحك أنني أُدير إحدى كبريات الشركات الإلكترونية في الصين وربما في العالم، غير أنني لا أفقه شيئاً في أجهزة الحاسوب؛ كل ما أعرفه عنها هو كيفية إرسال البريد الإلكتروني واستقباله بالإضافة إلى التصفح” !
2- “أنا لا أعرف أي شيء عن أجهزة الحاسوب، وأقول في معظم الأحيان للجيل الأصغر: إذا كان باستطاعة جاك أن ينجح فإن 80% منكم يستطيعون أن ينجحوا عن طريق العمل الجاد”.
النصيحة الثانية: (كن صادقاً؛ الخداع لن يمنح مشروعك عمراً أطول)!
3- “لا تخدع أحدًا بتاتًا سواءً في ميدان الأعمال أو الحياة، ففي عام 1995 تعرَّضت للخداع من قبل أربع شركات، (أربع منها مغلقة الآن)! لا تستطيع أي شركة المضي طويلًا في الخداع”.
النصيحة الثالثة: (تعامل مع تحدياتك بثقة وروح إيجابية)
4- “عندما تُدير عملًا تجاريًّا تحتاج إلى أن تكون قادراً على الضحك”!
5- “يتعيَّن عليك أن تكون مستعداً لتحمل الضغط والنقد والعزلة التي ترافق كونك مبدعاً، أُطلق علينا في البداية صفة المخادعين، وبعد ذلك المختلين عقليًّا، والآن يدعوننا المجانين الكاملين .. لا يهمني كيف ينظر الآخرون إلينا، ولكن يهمني كيف ننظر نحن إلى العالم”.
6- “لا أقول بتاتًا إنني ناجح .. بل أفضّل أن أقول إنني قادر على هزيمة الكثير من الصعاب، كل يوم أواجه تحديات ومشكلات يتعيَّن التغلب عليها هذا هو إنجازي الرئيس، فمن اليوم الأول يجب أن يعرف رجال الأعمال أن مهمتهم تتعلق بالتعامل مع الصعوبات والفشل”.
النصيحة الرابعة: (لا تبحث عن المال؛ اتركه يبحث عنك)!
7- “في عام 1995 بدأت عملًا تجارياً من دون شيء؛ كان رأس المال يتكون من قوة إرادة جماعية والعمل بروح الفريق”.
8- “أولاً يجب أن يكون لديك حلم بصرف النظر عن ماهيته، هذا هو رأس المال الأفضل الذي تبدأ به. ثانياً ثابر على تحقيقه، قد يكون هناك أشخاص أذكى وأكثر اجتهاداً، ولكن لماذا ننجح في وقت يعجز آخرون عن ذلك؟ لأننا ثابرنا على تحقيقه”.
9- “لا تفكر بالتمويل إطلاقاً عندما تُنشئ عملاً تجارياً فلن تستطيع أبداً تأسيس شركة جيدة بهذه الطريقة.. ولكن ليكن معلوماً لديك بوصفك صاحب شركة صغيرة أو متوسطة الحجم أن المستثمرين متى ما اقتنعوا بفكرتك فسيأتون إليك وعندها ستكون النقود مفاجأة سارة”.
10- “العديد من رجال الأعمال يقولون إنهم من دون النقود لا يستطيعون أن يبدؤوا شيئاً وهذا رأي غير صحيح .. رجال الأعمال الحقيقيون هم الذين لا يفكرون في النقود بادئ ذي بدء، ولكنهم يفكرون في تحقيق أحلامهم بتأسيس شركة، والنقود تشكل العنصر الأخير”.
“ربما تجد هذه الأيام العديد من مشغلي الشبكات الناجحين، لكن لا أحد منهم بتاتاً حقق أرباحاً في سنواته الثلاث الأولى”.
النصيحة الخامسة: (تسعة أعشار النجاح يعتمد على “نجاحك كقائد”):
12- “لا يعتمد نظامنا على شخص واحد أو شخصين، إذا ما غادرت الشركة وانهارت فإن ذلك يعني أن الشركة لم تكن قد بُنيت على نحو جيد.”
13- “إذا أردت أن تفوز في القرن الحادي والعشرين فيتعيَّن عليك التأكد من أنك تجعل موظفيك الآخرين أقوياء؛ عليك بتمكين الآخرين وأن تتأكد من أن الأشخاص الآخرين من حولك هم أفضل منك، وعندئذٍ ستحقق النجاح”. راقني هذا الاقتباس كثيراً وأعتقد أنه سيعجبك أيضاً !
14- “ما أعلقه في مكتبي كي يذكرني يومياً هو مقتطف من روائي الفنون العسكرية جن يونغ: (القادة العظماء هم الذين يعرفون كيف يحافظون على ذوي المواهب من حولهم)”.
15- “اللوائح التنظيمية في شركتنا مقلوبة، العملاء يأتون في رأس القائمة يليهم الموظفون مباشرة ثم المديرون ثم نواب الرئيس وفي ذيل القائمة أنا”!
16- ويتساءل جاك ثم يجيب: “ما العامل الأكثر أهمية في تطوير الشركات في القرن الحادي والعشرين؟ إنه الموظفون، عاملهم باحترام وخلق، تجد شركتك قد كبرت؛ إن رضا الموظفين له ارتباط مباشر بمستقبل الشركة”.
النصيحة السادسة: (المنافسة مهمة لك لكي تنمو)!
يؤكد جاك على أن المنافسة تحفز رجل الأعمال على مواصلة النمو والإبداع والبقاء مستعداً طوال الوقت .. يقول:
17- “المنافسة شيء لا بد منه، هي عملية مؤلمة تجبر شركتك على النمو، وعليه اختر الأفضل للمنافسة معه ولكن لا تأخذ الأمر على نحو شخصي، لا تقاتل منافسيك ولكن تقبلهم وحلِّل مفاهيمهم الأساسية”.
18- “لا يستطيع أي منافس أن يقتلك، فقط أنت تستطيع أن تقتل نفسك”!
19- “إن جوهر المقدرة التنافسية في شركتك يتمثل بفريقك وبك، فربما يُقلِّد الآخرون نموذجك ولكن ليس مثابرتك وحماسك”!
النصيحة السابعة: (تعلم باستمرار وشارك الآخرين معلوماتك)
ولأن جاك قد بدأ حياته المهنية معلماً للغة الانجليزية فقد ملهماً للعاملين معه ولجمهوره على نطاق واسع؛ ففي حوار إعلامي -أجراه في أكتوبر 2008- يقول:
20- “كان اهتمامي الأول هو التعليم؛ إذا لم أستطع الآن إشراك الآخرين في خبرتي في إدارة الأعمال التي تزيد على عشر سنين فإن ذلك سيعني مضيعةً للجهد فكلما كان لديك المزيد لتشرك فيه الآخرين كان هناك شيء ذو قيمة ويستحق الحفظ.”
أخيراً، وفي ظل الركود الذي يلقي بظلاله على مجمل القطاعات الاقتصادية التي تشغلها الشركات الصغيرة والمتوسطة وأنشطة شباب الأعمال؛ تبقى الحاجة قائمة لنشر الطاقة الإيجابية والدروس المحفزة والكلمات الملهمة التي تدفع الطموحات الشابة إلى الأمام وتغذي شغفها وتشبع نَهَمها كلما أظمأتها منعطفات الفشل وتحديات النجاح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال