الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ارتبط اسم شركة مجموعة المعجل بشركات نفط وغاز كبرى في المملكة، حتى غدت العلاقة بينهم وكأنها علاقة شراكة استراتيجية، مستفيدة من تخصص مجموعة المعجل في تنفيذ المشاريع كمقاول لهذه الشركات، ولعل هذا ما جعل المساهمون يدفعون الثمن باهظا للشهرة الكبيرة لمجموعة المعجل بسبب ارتباطها بعقود مع هذه الشركات ومن بينها شركة ارامكو السعودية التي تعتبر اكبر شركة على مستوى العالم تعمل في مجال النفط والغاز..
ولكن ما لا يعلمه المستثمر الصغير أن الديون المتراكمة على مجموعة المعجل لصالح البنوك السعودية تقدر بحوالي مليار ريال قبل إدراجها في سوق الأسهم السعودي حيث تم تقديم استشارات مالية للمؤسس محمد المعجل وذلك بحثه على تنظيف دفاتر شركة مجموعة المعجل من الديون ونقلها على حسابه الخاص ولعل هذا أحد الأسباب في تضخيم علاوة الإصدار!!
ولكي لا يطول بنا المقام فإنني هنا سأتطرق لضحايا شركة مجموعة المعجل من المساهمين غير المؤسسين من زاوية مختلفة فلن نتعرض للأخطاء التي صاحبت طرح الشركة في سوق الأسهم السعودي والأطراف التي شاركت في تنفيذ وتمرير أكبر جريمة جنائية في سوق الأسهم السعودي ولن نناقش الأخطاء والتضليل الذي مارسته إدارات سابقة بحق الشركة ومساهميها منذ إدراج الشركة في سوق الأسهم السعودي عام 2008م حتى تم شطب الشركة وأسهمها من سوق الأسهم السعودي عام 2017م حيث تم إشباع هذا الجانب في أكثر من مقال ومنابر إعلامية عديدة ناهيك عن برامج التواصل الاجتماعي ” السوشال ميديا ”
لكنني سأتطرق للضحايا من المساهمين الذين لم يتم تعويضهم حتى الآن بالرغم من ثبوت حقهم بالتعويض بعد ثبوت الجريمة ضد المتورطين في هذه الكارثة خاصة بعد صدور حكم قضائي اكتسب الصفة القطعية الكاملة وذلك من منطلق أن هناك متهم ثبتت إدانته فبالتالي هناك ضحية ثبت حقها بالتعويض ولكن هيهات لهؤلاء المساكين أن يتم تعويضهم والذين هم عبارة عن حقل تجارب على ضوئه تم تعديل وتغيير بعض أنظمة السوق المالية ولوائحه التنفيذية ونظام الشركات الجديد..!!!
فما هي المعوقات التي حالت دون تعويضهم بالرغم من ثبوت الجريمة كما أسلفنا بحكم قضائي اكتسب الصفة القطعية الكاملة..!؟
1 ــ أن الحكم ناقص حيث اقتصر على ثبوت الأخطاء بحق المتورطين فيما يتعلق بالتضليل فيما تضمنته نشرة الإصدار فقط ..
2 ــ صعوبة تنفيذ الحكم لأن بعض المدانين خارج السعودية وقاموا بتحويل جميع الأموال المنهوبة إلى خارج المملكة ..
3 ــ لم تتطرق جهاتنا الرقابية لأطراف أخرى متورطة في هذه الكارثة بالرغم من ملائتها المالية مثل البنوك والمستشارين الماليين والمستشارين القانونيين ومتعهدي التغطية في اكتتاب أسهم مجموعة المعجل لأن كل هؤلاء من أكسب عملية الطرح الصبغة النظامية ناهيك عن بعض الأطراف التي كان لها دعما لوجستيا في إكمال عملية الطرح وتضخيم علاوة الإصدار ..!!!
4 ــ لم تنصف جهاتنا الرقابية من نفسها وتعترف بأخطائها وأعني بذلك هيئة السوق المالية ووزارة التجارة والاستثمار لأن هذه الجريمة تمت تحت مظلة النظام فالمساهمون لم تتم سرقتهم من بائع تحت ظل شجرة
لذلك كان الأجدر بهم الاعتراف بتقصيرهم وتوضيح ذلك لولي الأمر..
5 ــ التباطؤ الشديد في إجراءات التقاضي والمرافعات حيث أن الأخطاء التي ارتكبها أعضاء مجلس الإدارة وبعض كبار التنفيذيين والتي تمت في مرحلة ما بعد الاكتتاب لشركة مجموعة المعجل والمحاسبين القانونيين حيث لم يتم النظر فيها قضائيا حتى اللحظة ولعل من أسباب ذلك انتزاع المادتين 49 و 50 من نظام السوق المالية لتصبح من اختصاص النيابة العامة وهذا الأمر يؤخر عملية التقاضي، فأينكم من المثل القائل “أعط القوس باريها”.
6 ــ حتى على أمل تحصيل الأموال إن استطاعوا جلبها وتحصيلها فلن يتم تعويض معظم حملة الورقة المالية لأنهم غير مشمولين بمنطوق الحكم بالرغم من أنهم الفئة الأكثر تضررا لأنهم من يملكون العدد الأكثر من الأسهم وليس كالمكتتبين الذين باع معظمهم أو لقلة عدد أسهم المتبقين منهم حيث تفوق تكلفة الترافع والتقاضي قيمة التعويض إن وجد…!!
لذلك ولكل ما تقدم ما الأدلة التي تثبت حق حملة الورقة المالية في التعويض.؟
1 ــ ثبوت الجريمة وذلك باستصدار الحكم القضائي المستأنف ، وبما أن هناك متهم ثبتت إدانته فإن هناك متضرر لزم تعويضه ..
2 ــ ما نصت عليه المادتين 55 و 59 من نظام السوق المالية والذي يجب على الجهات الرقابية والقضائية إعماله وتفعيله ومن ثبت تقصيرهم في هذا الجانب خاصة الأطراف التي تتحمل تعويض المتضررين بالتضامن فيجب أن تحاسب تلك الجهات وبما أن التقصير من قبل من بيدهم إثبات الحق العام فعليهم أن يلتزموا بتبعات هذا التقصير فيتعهدوا بتعويض المساهمين .
3 ــ جميع من يحمل الورقة المالية لشركة مجموعة المعجل من المكتتبين أو من اشترى بعدهم حتى تم تعليق أسهم الشركة عن التداول تم التغرير بهم والتضليل عليهم لأن أسهم الشركة تم تعليقها عن التداول بناء على عدم التزام مجموعة محمد المعجل بنشر قوائمها المالية للربع الثاني عام2012م في الوقت المسموح به نظاما ولم يكن التعليق بناء على إفصاح الشركة بخسائرها التراكمية حيث أن الخسائر في ذلك الوقت لا تجيز لهيئة السوق المالية تعليق أسهم الشركة بناء على خسائرها المتراكمة. كما أنه لم يثبت في ذلك الوقت بطلان وفساد علاوة الإصدار وما احتوته معلومات مضللة وغير صحيحة وبالتالي فالمستثمر اتخذ قرار الشراء بناء على أن جميع المعلومات التي أفصحت بها الشركة في موقع السوق المالية السعودية (تداول) على أنها معلومات صحيحة.
4 ــ تم إقراض مجموعة المعجل تسهيلات بنكية قيمتها 450 مليون ريال من قبل مجموعة من البنوك السعودية قبل تعليق أسهم المجموعة بخمسة عشر يوم عمل فقط وهذا المبلغ الضخم لن تقدم البنوك على إقراضه لمجموعة المعجل إلا إذا كانت المجموعة تمتلك ملاءة مالية مناسبة تمكنها من تسديد هذا القرض فإذا تبين غير ذلك فإن البنوك المقرضة شريكة في هذه الجريمة بحق الشركة ومساهميها.
5 ــ حسب بيانات الشركة التي أفصحت بها بناء على نشر قوائمها المالية فإن خسائرها لم تكن كبيرة جدا حيث كانت في ذلك الوقت لا تتجاوز 50% من رأس مال الشركة حتى تم تعليق أسهم المجموعة عن التداول ولكن سرعان ما تفاقمت الخسائر بشكل ملفت للانتباه وتم تعديل القوائم السابقة حتى وصلت الخسائر أكثر من 350% من رأس مال مجموعة المعجل.
6 ــ حجم مشاريع الشركة الضخمة والتي تفوق قيمة عقودها 4.3 مليار ريال ، والتي أفصحت عنها بوقت وجيز من تفاقم خسائرها الفلكية..
7 ــ نسبة الضرر الكبير الذي لحق بمساهمي الشركة بعد تعليق أسهمهم عن التداول قرابة ست سنوات..
8 ــ انطلاقا من القاعدة الشرعية ” لا ضرر ولا ضرار”، فإنه أصبح لزاما على كل من تسبب في هذه الجريمة سواء من المدانين أو الذين تسببوا في ذلك وقصرت جهاتنا الرقابية في توجيه الاتهام لهم أو الأخطاء والتقصير التي تسببت فيه جهاتنا الرقابية متمثلة في هيئة السوق المالية ووزارة التجارة والاستثمار والهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين ، فإنه كان عليهم مجتمعين التضامن في تعويض مساهمي شركة مجموعة المعجل المتضررين..
من خلال ما تم استعراضه في كارثة مساهمي مجموعة المعجل فإننا نأمل من جهات قيادية عليا التدخل لحل هذه المشكلة من جذورها لأن ذلك سينهي معاناة مساهمي مجموعة المعجل وسيخفف ذلك من الضغط الشديد من القضايا المنظورة أمام لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية وديوان المظالم من جراء هذه الجريمة..
فمن يعلق الجرس..!!؟ من يعلق الجرس .. لتنتهي المعاناة كما انتهت معاناة سابقتها من مساهمي المتكاملة؟
وكما انتهت معاناة متضررين من مساهمات عديدة لم تكن تحت مظلة النظام ومع ذلك تدخلت الدولة في إنهاء معاناتهم فما بالك بمعاناة مساهمي “المعجل” المدرجة تحت مظلة النظام…!!!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال