ماراثون الرياض 2018

التسويق هو علم قائم بذاته وله تخصصات وفروع كثيرة. فحصره في البيع أو الإعلان هو نظرة قاصرة وظالمة من وجهة نظرنا نحن المسوقين. فعلى سبيل المثال هناك التسويق للمنتجات والخدمات، وهناك التسويق للدول والمدن، وهناك التسويق الاجتماعي. وهذا الأخير يعتمد على استخدام الوسائل والإستراتيجيات في التسويق وتطبيقها على منتجات اجتماعية أو غير ربحية، كأن تكون بالتوعية لفكرة أو سلوك أو قيم معينة. فالتسويق الاجتماعي تستخدمه الحكومات والقطاعات الغير ربحية والربحية أيضا بأهداف مثل تغيير السلوك وإحداث تحسين مستوى حياة للأفراد والمتجمع ككل.
 
ويعتبر مفهوم تغيير السلوك من أهم المفاهيم التي يستخدمها التسويق الاجتماعي. وتتجه الجهات التي تتبع هذا النوع إما بالبدء بسلوك جديد، أو التوقف عن عمل سلوك ضار، أو تعديل سلوك موجود بالأصل وهناك أمثلة كثيرة على ذلك مثل تبني عادات الأكل الصحي، التوقف عن استخدام السكر والدخان، تعديل أوضاع أصحاب الإقامة الغير نظامية لتصبح نظامية. وفي مايختص بتغيير السلوك ينصح الخبراء بتطبيق قاعدة EAST وهي تتضمن أن تكون الحملة لتغير سلوك معين مكونة من أربعة عناصر وهي
making it Easy, Attractive, Social and Timely. 

في الأسبوع الماضي كان هناك فعالية وهي ماراثون الرياض 2018، بتنظيم من الهيئة العامة للرياضة بهدف التشجيع على زيادة الإقبال على ممارسة الرياضة. وينطلق وينتهي من جامعة الملك سعود في مدينة الرياض، وهو متاح لجميع الأعمار وجميع الجنسيات ومجهز لذوي الإحتياجات الخاصة، ومتوفر بمسافات مختلفة وذلك لمراعاة ما يختص باللياقة البدنية، بجوائز تقدر بمليوني ريال. وكانت هناك حملات إعلانية قبل تلك الفعالية على مواقع التواصل الاجتماعي للتشجيع على المشاركة بالمارثون وتم اطلاق موقع الكتروني مخصص لذلك يوضح كامل التفاصيل مع إمكانية التسجيل للماراثون.

وعند تطبيق  EAST، نلاحظ أنه عمل سهل التطبيق، جذاب وجعله أكثر جاذبية وجود جوائز مادية مجزية، كذلك، هو عمل جماعي بجعله مسابقة وأخيراً توقيته كان مناسب من حيث الطقس وأنه يوم سبت. والنتيجة تسجيل ما يقارب 11 ألف مشترك من جميع الأعمار وشاهدنا صوراً لمشتركين كبار سن تم التركيز على انجازهم وذلك لتحفيز الجميع على عمل الرياضة وجعلها روتينا. 

خلاصة القول، التسويق الاجتماعي بهدف تغيير السلوك هو ممتع بلاشك وأثره يتسم بالبطئ ولكن إذا تم الإستمرار عليه والعمل على جعل تغيير هذا السلوك كمنتج جذاب، فإن نتيجته تحدث أثراً على مستوى معيشة وحياة الفرد والمجتمع كذلك.