الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ليست السعودية فقط من يحدث بها ظُلم للكفاءات القيادية في القطاع الخاص، بل كل دول العالم وفي مقدمتها العشر العظمى، ولكن أثر الظلم على القادة يختلف من بلد لآخر لعدة أسباب منها ثقافة العمل الحر وثقافة العمل الجزئي وثقافة الموظف نفسه في مقدار التسويق لإمكانياته وقدراته .
كيف تُظلم الكفاءات رغم سنوات خبرتهم الطويل ومؤهلاتهم وإنجازاته وكيف يتعطل قائد عظيم ويتساوى مع عاطل لا يحمل أي مؤهلات تذكر، ولأنه لا يختلف اثنان أن القطاع الخاص قطاع ربحي يبحث عن الموظف وقت الحاجة فقط ويحسب تكلفة الموظف ويقارنها بالعائد السنوي من وجوده على رأس العمل فما حدث من تحديات عصيبة للقطاع الخاص خلال العامين الماضيين كان ضحيته كفاءات سعودية متميزة جداً خسرت وظائفها لإسباب خفض التكلفة أو الخروج من السوق أو غيرها من مسببات الإستغناء الكثر .
لا يمكن على سبيل المثال لخبير في التخطيط والاستراتيجية أو إدارة المشاريع له تاريخ عريق وحقق للمنظمات ملايين الريالات أن يكون حبيس الدار لا حول له ولا قوة .
هذا القائد عندما تنهي خدماته لأي سبب كان ليس من السهل أن يحصل على وظيفة مناسبة له، الأمر جدا معقد فقد تستغرق عملية توظيفه فترة لا تقل عن ستة أشهر ، (هذا إذا كانت المنظمة الراغبة في استقطابه بحاجة ماسة له) فما بالك أن تكون المنظمة ترغب في خدماته فقط للتحسين والتطوير الأمر سيكون اكثر تعقيدا وستمتد تلك الفترة إلى سنة واحياناً سنوات .
نحن أمام تحدي كبير و مهم للغاية، الكفاءات المظلومة ستخسر روحها وتوهجها وقدرتها على العطاء كل ما طال بهم الوقت بلا عمل وكل ما تأخرت الاستعانة بخدماتهم وجل مبادرات التوطين تهدف إلى تعزيز الاستعانة بالكفاءات السعودية ..
لذا اقترح على وزارة العمل والتنمية الإجتماعية أن تستحدث مبادرة للأستفادة من الكفاءات وطاقاتهم المهدرة من خلال التعاقد معهم كمستشاريين ولو بمقابل بسيط.
ولتبسيط الفكره أكثر. . بإمكاننا عمل ما يلي :
1- بناء منصه الكترونية تستقبل الطلبات وتحلل ملفات المتقدمين بخوارزمية تفرز تلقائيا بناء على عشرات المعطيات
2- الاستعانة بالجهات الحكومية ذات العلاقة للتحقق من تاريخ المستشار
3- إعداد اختبارات وتجارب لقياس مهارات وإمكانيات المتقدم
4- توزيع العمل لقطاعات مختلفة صحية مالية صناعية وهكذا
5- توزيع المبادرة لمراحل بحيث تبدأ بخمسة إلى سبعة قطاعات في علمها الأول
6- إعداد نموذج عمل يمكننا من الاستعانه بخدمات المستشار من أي مكان
ما ورد جزء بسيط من الفكرة وأتمنى ان تنفذ وستكون نتاج تلك المبادرة ثلاث أمور مهمة :
1- اجتماع خبرات ومهارات وإمكانيات القادة من كل قطاع في مكان واحد
2- تقليل الإستعانة بالمستشار الأجنبي
3- جاهزية القادة لمباشرة أي عمل رسمي في الجهات الحكومية أو العودة الى القطاع الخاص
4- خفض تكلفة الاستقطاب للقادة في الجهات الحكومية
أنا على يقين أن الأمر غير مكلف ماديا مقارنة بالاستفادة من الخبرات الرائعة والكفاءة السعودية المظلومة لتحقيق تطلعات وطننا الغالي واهداف رؤية 2030.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال