النور الذي سطع بمدينة الضباب

كثيراً ما كنت أسمع الوصف الأول الذي توصف به مدينة لندن البريطانية بأنها مدينة الضباب لقلة سطوع الشمس عليها أثناء فترات النهار طول فصول العام، ولكنني في الحقيقة قد وجدت أن ذلك الوصف غير دقيقاً خلال زيارتي للمملكة المتحدة كأحد أفراد الوفد المرافق للزياره الميمونة لولي العهد الامير محمد بن سلمان  – حفظه الله – للأراضي البريطانية في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة في توطيد علاقات الصداقة والتعاون والاستثمار مع كافة دول العالم في كافة المجالات .

لقد كان النور الملموس الذي وجدته في كل خطوة يخطوها الشباب السعودي أثناء فعاليات تلك الزيارة أمر مفاجئاً بالنسبة لي حيث لم أكن أتوقع ذلك الكم الكبير من المبدعين والمبدعات من أبناء وطننا الغالي من طلاب وشباب ورجال أعمال، الجميع ذو قيمة وقامة وأفكار تدعو للفخر وتشعرك أن أبنائنا وبناتنا لديهم العديد من المواهب التي تقع محل تقدير من أكبر دول العالم بكل جدارة واستحقاق.

بالأمس كانت هناك ندوة ” مسك توك” على هامش زيارة الأمير محمد بن سلمان نظمتها مؤسسة مسك  بفندق “دورشستر ” وتشرفت بحضورها رفقة لفيف من العقول النيرة من فلذات أكباد المملكة العربية السعودية من المميزين في عالم الأعمال والتعليم، شباب وفتيات في عمر الزهور يقدمون الأفكار ويقدمون تجاربهم المضيئة في كافة المجالات سواء العملية أو العلمية في بريطانيا؛ الأمر الذي جعلني أعقد العزم على كتابة تلك السطور لكم حتى تشعروا معي بقدر البهجة والسعادة التي أنتابتني وأنا أشاهد كل متحدث من هؤلاء الشباب يأخذ الكلمة أمام الحضور ويسرد كلماته في لباقة كيف أن هذا الوطن سيكون له مكانة أكبر وأكبر في المستقبل القريب للغاية .

وأمامكم جميعاً أتوجه بالشكر على تلك الدعوة من مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز (مسك الخيرية)، ذلك الكيان النشيط والمؤثر غير الربحي الذي يكرس أهدافه لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة في السعودية، من خلال التركيز على الشباب وتقديم الفرص التي تساعد على تعزيز مواهبهم وإبداعهم .

خلال تلك الزيارة لم أكن أتوقع أن أتقابل مع هذا الكم من العقول الاقتصادية الفذة من رجال  الأعمال، فمن خلال مشاركتي في الفعاليات التي نظمها مجلس الأعمال السعودي البريطاني تعرفت على رجال أعمال، الوطن يجري في عروقهم، رأيت تجسيداً على كيفية أن يحب الإنسان وطنه حتى لو كان تفصله مسافات كبيرة عنه، عقول اقتصادية تدعم مسيرة المملكة وتسعى بكل ما أوتيت من موهبة وقدرة على دفع عجلة تحقيق رؤيته في 2030 لعالم الواقع في أكثر من مجال مؤثر في الاقتصاد العالمي بوجه عام مثل الصناعة التقنية الحديثة وتشجيع الاستثمار في المواهب والطاقة والصحة والتعليم وريادة الأعمال .

إنني قد زدت يقيناً  على يقيني أن هذا الوطن يمتلك العقول المبدعة والأيادي الراسخة ذات المكانة الكبرى لدى كل دول العالم، لايوجد شيء يضع لنا سقفاً لطموحنا لنصبح أفضل، لأننا بالفعل الأفضل، وسنحقق رؤية مملكتنا الغالية وندعم توجهاتها بالعقل والفكر والروح.