الخبير الاكتواري… حاجة أم ترف.!

تعلن شركات التأمين من حين لآخر عن توصيات جديدة تتعلق بالخبير الإكتواري، وما إن تعلن هذه التوصيات إلا ويضع بعض المساهمين أيديهم على قلوبهم، خوفًا من تغيّرات جديدة ستطرأ على سعر السهم، وهو الأمر الذي مما لا شك فيه أمرًا “غير منطقي”، ويدل على عدم إلمام بمهام وتوصيات الخبير الإكتواري.

سأختصر في هذه المقالة عدة مواضيع مهمة تتعلق بالخبير الإكتواري، حتى أبُسط عليك أيها القارئ الكريم، من هو الخبير الإكتواري، وهل هو خصوصية سعودية.!

في البداية… الخبير الإكتواري هو صاحب مهنة يقوم بحساب الأثر الاقتصادي للخطر، ويكون ذلك بالتقييم رياضيًا احتمالية وقوع الأحداث وقياس النتائج الطارئة في سبيل تقليل الخسائر المالية المرتبطة بالأحداث غير المؤكدة وغير المرغوب فيها.
من يتعاقد مع الخبير الإكتواري… من المهم التوضيح أن من يتعاقد مع الخبير الإكتواري هي عدة جهات، مثل شركات التأمين، والهيئات المشرعة للتأمين، والهيئات التنظيمية والتطويرية في بعض الدول، فعمل الخبير الإكتواري لا يقف عند حدود التأمين ولكن تحتاجه أي دوله للتخطيط لاحتياجات المستقبل والأخطار الاقتصادية المتوقعة أيضًا.

ويعتبر الخبير الإكتواري… موجودًا في غالبية أنظمة التأمين العالمية، وفي الغالب هو شخص يكون التعامل معه بالتعاقد لفترة محددة أو لدراسة معينة، هذا بالإضافة لوجود شركات متخصصة بالخدمات الإكتوارية.

وبالنظر إلى تكلفة عملة والخسائر التي ستقع لا سمح الله في حال حصل خطر غير متوقع، أو غير مدروس… ستكون تكلفة الخبير الإكتواري بسيطة جدًا، مقابل توصياته التي قدمها لتجنيب الشركات أو المؤسسات من آثار الخطر الذي كان قد يصيبها.

ومن المهم الإشارة إلى أن توصيات الخبير الإكتواري مٌلزمة في المملكة العربية السعودية، وهو أمر رائع للغاية، فيما يوجد لدينا 3 شركات متخصصة بالخدمات الإكتوارية فقط.. وهذا العدد قليل جدًا مع العلم أنه في عام 2006 صنفت مهنة الخبير الإكتواري ضمن أفضل 25 مهنة، وفي العام 2010 كانت هي المهنة رقم واحد في الولايات المتحدة الأمريكية.
ختامًا.. التوصيات الإكتوارية… حاجة ملحة وليست ترفًا كما يتصور البعض.