الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما كنت ادرس بالولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2000 و 2004 ميلادي كنت اشتاق كثيراً للحديث من الأصحاب على القهوة والتمر وفي كل زيارة احاول ان ارجع لأمريكا ومعي كمية كافية من التمور لأن أنواع التمور ووفرتها قليلاً ويكاد ينعدم استهلاك هذا المنتج الصحي الغني بالألياف والمكونات الغذائية الآخرى الهامه. ومن خلال بحثي في الأسواق هناك لم اجد إلا صنفين من التمور مجدول ودقلة نور ولا يوجد مزرعة للنخيل إلا في جنوب ولاية كلفورنيا وتعتبر اسرائيل وتونس المصدر الأول للولايات المتحدة للتمور على الرغم أن المملكة العربية السعودية هي الأولى عالميا بإنتاج التمور.
يوجد بالمملكة اكثر من 30 مليون نخلة يتجاوز إنتاجها 100 الف طن واكثر من 1400 صنف والقصيم المعروف بعاصمة التمور وبلد المليون نخلة بها أكبر الأوقاف ولكن صناعة التمور بدائيه وإدارة المزارع تحت أيدي عاملة لديها إمكانيات بسيطة وقلما نجد الأجهزة ذات كفاءة عالية.
فكرت قليلاً بتصدير التمور إمتثلاً بمشروع بتيل او سافيا والتي تقدمت كثيراً بصناعة التمور مع تعدد المشتقات من زيوت وخل وحلوى وإحتمال الطب والعلاج. بعض المزارع لديها اهتمام بفصيلة ونسل النخلة وسلالتها وإنتاجها ويتم ترقيمها والرجوع الى تاريخ إنتاجها وعمرها ليتم تسجيل البيانات والمعلومات بالتعاون مع مركز أبحاث عالمية بحيث يكون العمل حرفي ومهني يضمن استمرارية إنتاج المزرعة والمحافظة على الجودة.
تصدير المحاصيل بين الدول قد يكون صعب قليلاً لإن القوانين والتشريعات الأمريكية مثلاً تتطلب فحص العينات المستوردة في مختبر حيث يستغرق التخليص الجمركي عشرة أيام مع وجود كافة الأوراق والمستندات الرسمية من فاتورة مصدقة وشهادة منشأ من المزرعة وقائمة التعبيئة وشهادة صحية للتأكد من سلامة التمور. ومن خلال بحثي وجدت بأن الكميات المسموح بتصدريها للاستخدام الشخصي يجب أن لا تتجاوز 30 كيلو وإلا ستخضع للتخليص الجمركي او الفحص وقد تتم مصادرتها، فهناك اشتراطات للكميات التي تتجاوز الـ 30 كيلو منها الخضوع للفحص والتخليص وان يكون النقل مبرد إلا إذا كان جواً وكلما زادت كمية النقل عن خمسة طن يفضل بالنقل بحراً.
عموماً مع التقدم هناك فرصة كبيرة لمشاريع التمور بالعمل على التعبئة والتغليف بحيث يوجد على العلبة حقائق غذائية بالسعرات الحرارية والمكونات وعليها تاريح إنتاج وصلاحية. التقنية اليوم سمحت بالعمل من أي مكان طالما هناك شفافية فيمكن البيع عن طريق الأنترنت. وكل ما هو مطلوب بالأمر العمل على خطة تسويقية على الأرض عن فوائد التمور ومحاولة الترويج والتسويق بالمتاجر الكبرى لأن هناك قوة شرائية.
أخيراً من المصاعب التي واجهتها هو عدم رغبة أصحاب المزارع المحلية بالتصدير لأن ذلك سيرفع من استهلاك وسعر التمر ولكن الخير كثير ولله الحمد ويمكن العمل فيما بعد بمزارع تمور بمناطق آخرى بالعالم يوجد بها وفرة مائية. ولا شك ان هذه الشجرة المثمرة والذي يتجاوز عمرها 6 الف عام وذكرت بالقرآن “وهز إليك بجذع النخلة” لها فوائد كثيرة لم يتم إكتشافها بعد، فمثلاً زيت النخيل السلعة الأهم والمتداولة في ماليزيا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال