“فوتسي” ومشاركة المستثمر الكعكة مع الكبار

لاشك أن خبر انضمام مجموعة من أسهم مؤشر سوق الاسهم السعودي الى مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة الفئة الثانية يعتبر نقلة نوعية للسوق السعودي من حيث عالمية الاستثمار ، خاصة بعد خطوات عديدة قامت بها الجهات المنظمة في المملكة للموائمة مع متطلبات شركة فوتسي رسيل لانضمام مجموعة من الاسهم في السوق السعودي اليها والتي تمتاز بالوضع المالي والسيولة الجيدين .

 إن هذا الخبر مهم بالتأكيد لمدراء المحافظ والصناديق الاستثمارية الكبرى الدولية والتي تتبع أسلوب إدارة الاستثمار غير الفعال ، نظرا لضخامة أحجام أصولها الاستثمارية التي تلجأ إلى تقليد المؤشرات حرصا على الحصول على عوائد متوسطة للسوق لأهمية تركيزها على ادارة المخاطر حتى مع ارتفاع درجة المخاطر في الاستثمار في الاسهم بشكل عام . حيث يلجأ بعض مدراء المحافظ الى أسلوب تقليد مكونات المؤشر عن طريق شراء نفس الأسهم في السوق المالية أملا في الحصول على عائد مشابه لعائد المؤشر .

لذلك ظهر تفاؤل كثير من المستثمرين بوجود سيولة محتملة الى بعض الاسهم في السوق. ولكن البعض يعتقد أن شهية المستثمرين الدوليين ستتبع بعض الاسهم الاخرى المضاربية وهذا ليس بصحيح ! لذلك تقوم شركة فوتسي رسيل حاليا بتحديد هذه الاسهم على نحو بالغ بعد الدراسة المستفيضة . لذلك على المستثمرين في السوق أن يعودوا الى ترتيب أوراقهم في سوق الاسهم بناء على مقومات التحليل الاساسي للشركات والتغاضي عن غيرها فليس هذا هو السوق الذي نتمناه .

إن دور هيئة السوق المالية في المرحلة القادمة سيكون أكثر أهمية من ناحية الحوكمة والشفافية وطرح العديد من الأدوات المالية بشكل تقني خاصة في مجال التحليلات الهامة لكل سهم ، وأيضا الدور التوعوي للمستثمرين بخصوص اساليب الاستثمار ومهارات التنويع والتوزيع وإدارة المخاطر . خاصة أنهم في المستقبل سيشاركون الكعكة مع الكبار من المحافظ ، وأرجو أن يكون السوق مستقبلا بالمستوى الاستثماري المطلوب .