الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من كلمات الأغنية الوطنية السعودية “فوق هام السحب” التي سطرّ كلماتها الرائع الأمير/ بدر بن عبدالمحسن؛ من على الرمضا مشى حافي القدم يستاهلك، ومن سقى غرسك عرق دمع و دم يستاهلك، ومن رعى صحرا الضما ….
حقيقية تلك الكلمات تسوقنا إلى واقع يأخذ بِطموحاتنا من خلال رؤية الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان إلى هام السحب بطموحات تحاكي المستقبل بواقعية الإمكانيات فنحن اليوم نستثمر ما فوق الرمال كما إستثمرنا لسنوات طويلة ما تحتها، نستثمر المساحات الشاسعة من الصحاري التي نملكها فالرُبع الخالي؛ مساحتها ما يُقارب 647,500 كيلومتر مربّع، صحراء الدهناء؛ يَصل ارتفاعها إلى ما بين 400م-500م. النفوذ الكبير: وتَصل مساحتها إلى ما يقارب 75000 كيلومترٍ مربّع، أن الشمس الساطعة على الربع الخالي، كفيلةٌ بتأمين احتياجات العالم من الطاقة.
من الحقائق؛ أن نقل الكهرباء بالأنظمة التقليدية مكلف وما زال يكلف الدولة مئات الملايين سنوياً، وفاقد الكهرباء فيه لا يستهان به حيث يقدر الفقد من محطة الكهرباء حتى وصوله للمستخدمين من 8-15% ويفقد على شكل حرارة في الموصلات. فكم يقدر هذا الفاقد عند نقله في المناطق النائية البعيدة التي لم تدخر الدولة جهداً في ذلك وبدون أن يتحمل المشتركون أي أعباء إضافية على ذلك؟ من جانب آخر فإن الطاقة المتجددة تفوقت في هذا الجانب حيث يمكن إنتاج الكهرباء حسب الأفضلية في كل بلد لمصدر الطاقة، فالمناطق التي تعرف بحركة الرياح المستمرة تكون طاقة الرياح هو البديل للكهرباء التقليدية وفي مكان آخر تكون الطاقة الشمسية هي البديل حيث وفرة الشمس. وفي ذلك تتحقق منفعتان مادية وأكثر أماناً لسكان المنطقة.
السعودية اليوم تتحول إلى الكهرباء الناتجة من الطاقة الشمسية لرخصها وسهولة توليدها وفوائدها العديدة التي عدها موقع إمكانات الإلكتروني في 10 فوائد، فالطاقة الشمسية طبيعية ومستدامة ومتجددة، أي أنها طاقة لا تنضب، فهي مصدر طاقة طبيعي يمكن استخدامه في توليد أشكال أخرى من الطاقة، كما يمكننا توليد الكهرباء من مصدرنا الخاص من خلال استخدام الألواح الشمسية، وبالتالي سيتيح لنا التخلي عن شبكة الكهرباء العامة المكلفة، والحصول على الطاقة الشمسية لن يتطلب لاحقاً الكثير من أعمال الصيانة، حيث سيتم تركيب الألواح أو الأحواض الشمسية مرة واحدة، وبعدها ستعمل بأقصى كفاءة ممكنة، وهي منتج صامت للطاقة من غير ضوضاء، ولا ننسى أن مستلزمات الطاقة الشمسية غير ظاهرة تقريباً، خصوصاً عند استخدام الألواح الشمسية التي يتم تركيبها على أسطح المباني.
إن المنشآت الضخمة المتخصصة في إنتاج الطاقة الشمسية يمكنها أن تنتجها بغض النظر عن حالة الطقس، سواء كان مشمساً أم لا، مما يجعلها مستدامة ويمكن الاعتماد عليها لإنتاج الكهرباء، فعادة ما تكون هذه المنشآت حرارية، حيث تقوم بتخزين الحرارة المتولدة من الطاقة الشمسية، حيث تقوم باستخدامها في حال لم يكن الجو مشمساً، ولا يزال التقدم في تكنولوجيا الطاقة الشمسية مستمراً لجعلها أكثر فاعلية من الناحية الاقتصادية، إضافة إلى الانخفاض في تكلفة تركيب مستلزماتها مما يجعل تكلفة الطاقة الشمسية تستمر في الانخفاض لتصبح قريبة من تكلفة الكهرباء التقليدية أو المنتجة من الوقود النفطي.
كما إن محطات توليد الطاقة الشمسية والألواح الشمسية في المنازل لا تسبب أية انبعاثات حرارية وملوثات تسبب أضرارا للبيئة، ويعتمد حجم الإستثمار الأولي في الطاقة الشمسية على حجم وحدة المستثمر فيها وقدراتها، ويمكن أن يعبر ذلك السعر المعتمد على حجم الطاقة المتولدة فمثلاً وحدة الإنتاج سعة 2000 وان تتكلف 16000 دولار بما يتضمن التركيب وبما يعني أن تكلفة ألوان 8 دولار، ويتمثل العائد الإقتصادي في الطاقة الكهربائية المتولدة وتقديرياً إذا ما تم إفتراض أن سعر الكيلوات/ ساعة 20 سنت أمريكي وتكلفة تركيب وشرآء الجهاز 4 دولار/ الوات فإن مدة استرداد رأس المال هي 15 عام وذلك بغرض قيام الحكومة بدعم تكلفة التركيب والشرآء.
أما عيوب أو سلبيات أنظمة الطاقة الشمسية، تكلفتها المبدئية مرتفعة، حيث تكلفة إنشائها كبيرة نسبياً، كما أنه لا يمكن توليد الطاقة الشمسية إلا أثناء ساعات سطوع الشمس وبذلك فإن نصف اليوم تقريباً لا تقوم هذه الأنظمة بإنتاج الطاقة الشمسية فيه، الضباب والسحب تقلل من كفاءة أنظمة الطاقة الشمسية، كما أن ألواح الطاقة الشمسية بحاجة للنظافة باستمرار، بحيث تكون خالية من الأتربة والعوالق لتعمل بكفاءة عالية، أما المناطق غزيرة المطر فهي أقل كفاءة من غيرها في توليد الطاقة الشمسية.
ومن الجدير بالذكر أنه في تقرير سابق لشركة بريتش بتروليوم حول نمو الطاقة الشمسية، حصلت الطاقة الشمسية على حصة الأسد في تغطية التقرير والرسوم البيانية المرفقة به، وكان الرقم يخص نسبة النمو في قطاع الطاقة الشمسية التي بلغت في السنين الخمس مدار البحث 664 في المائة. الرقم مذهل ومثير ولأول وهلة قد يتصور المرء أننا أمام منافس قوي قد يزيح الطاقة النفطية التي يشكل النفط والغاز الجزء الرئيس منها، وعندما نقرأ تلك الأرقام سنجد أنه رغم كل هذا النمو “الخارق” والنسبة المئوية الهائلة، لم تشكل الطاقة الشمسية أكثر من 0.4 في المائة من مجمل الطاقة التي استهلكتها البشرية بين عامي 2010 و2015.
وإن تفحصنا بدقة كل الأرقام المتعلقة بالطاقة البديلة أو المتجددة، لرأينا أن نسبة نمو طاقة الرياح بلغت 146 في المائة إلا أن إسهامها في الاستهلاك لم يتجاوز 1.4 في المائة، ونسبة النمو في الطاقة الكهرومائية وصلت إلى 14 في المائة إلا أن إسهامها في الاستهلاك العالمي للطاقة بلغ 6.8 في المائة فقط، ملخص القول إن إسهام الطاقة البديلة في الاستهلاك العالمي لهذه الفترة، رغم الاستثمارات الهائلة والتغطية الإعلامية المستمرة لا بل المبالغ فيها، لم يعبر نسبة 10 في المائة، وبقيت الطاقة النفطية سيدة الموقف من حيث الاستهلاك العالمي، حيث ظلت محافظة على نسبتها التي بلغت نحو 90 في المائة، ولقد غاب السياق عن هذه التغطية الخبرية المكثفة.
والسياق يعني المقاربة والمقارنة بمعطيات أخرى، مثلا لو قارنا أرقام شركة بريتش بتروليوم بأرقام الأمم المتحدة عن نمو السكان فقط، لصار بإمكاننا التوصل إلى محصلة مفادها أن مسألة استغناء العالم عن الطاقة النفطية “الفحم والغاز والنفط” صعبة المنال، تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن سكان الأرض التحق بهم أكثر من 80 مليون نسمة في كل سنة من السنين الخمس للفترة 2010 ـــ 2015.
وهناك سيناريو وضعه مختصون في علم السكان التابعون للأمم المتحدة يقول إن تعداد سكان الأرض قد يصل إلى نحو 11 مليارا في عام 2100. وهناك سيناريو آخر يقول إن عددهم قد يبلغ 16 مليارا في عام 2100، وإن علمنا أن سكان الأرض اليوم يبلغ عددهم 7.5 مليار لأصبحّ واضحاً لدينا كم سيحتاج العالم من طاقة في نحو 100 عام من الآن.
إن حجم خطة الطاقة الشمسية 2030 سيبلغ 200 مليار دولار بحلول 2030، منها 5 مليارات دولار استثمار أولي، و”خطة الطاقة الشمسية 2030″ هي مذكرة تفاهم وقعها ولي العهد محمد بن سلمان مع ورئيس مجلس إدارة “سوفت بنك”، ماسايوشي سون، خلال زيارة الأمير السعودي للولايات المتحدة، وسيموّل صندوق “سوفت بنك” المشروع بمليار دولار، ويدفع المبلغ المتبقي من الإيرادات الناتجة عن بيع الكهرباء من مشروع الطاقة الشمسية، وتضم “خطة الطاقة الشمسية 2030″، تأسيس شركة لتوليد الطاقة الشمسية، والعمل على محطتين شمسيتين بقدرة 3 جيجاواط و4.2 جيجاوات بحلول 2019، وتصنيع وتطوير الألواح الشمسية في السعودية لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة ما بين 150 جيجاوات و200 جيجاوات بحلول 2030.
وتضمنت الاتفاقية استكشاف تصنيع وتطوير أنظمة تخزين الطاقة الشمسية في السعودية، وتأسيس شركات متخصصة للأبحاث وتطوير ألواح الطاقة الشمسية بكميات تجارية في السعودية تسمح بتسويقها محليا وعالميا. إضافة إلى استكشاف الفرص المتعلقة بتأسيس صناعات في مجال منظومات توليد الطاقة وبطارياتها في المملكة، وسيتم بموجبها تأسيس شركة جديدة لتوليد الطاقة الشمسية ابتداء من إطلاق العمل على محطتين شمسيتين بقدرة 3 جيجاواط و4.2 جيجاواط بحلول عام 2019 والعمل أيضا على تصنيع وتطوير الألواح الشمسية في السعودية لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة ما بين 150 جيجاواط و200 جيجاواط بحلول 2030. والتي من شأنها أن تساعد على دعم تنويع القطاعات وإيجاد فرص العمل في مجال التقنيات المتقدمة. فمن المتوقع أن تسهم بما يقدر 100 ألف وظيفة في السعودية.
ان البدء بتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة (طاقة شمسية وطاقة الرياح) بشكل رسمي يؤكد مضي المملكة الفعلي نحو تفعيل مبادرات رؤية المملكة 2030 والتي تعتبر احد المشاريع المنبثقة من برنامج التحول الوطني 2020، والتي تستهدف تنفيذ مشاريع طاقة متجددة بسعة 9.5 جيجاواط على أن يتم ربطها بالكامل بشبكة الكهرباء بتاريخ 2023، والتركيز على إيجاد سوق للطاقة المتجددة في السعودية يتميز بالاحترافية وسرعة التنفيذ والذي بدوره سيكون رافدا لاقتصاد المملكة من خلال إيجاد فرص عمل جديدة للشباب السعودي وجلب الاستثمارات العالمية ليتم الاستفادة منها من خلال انشاء مجموعة مصانع لكل المنتجات المستخدمة في مشاريع الطاقة المتجددة سواءً كانت طاقة شمسية أم طاقة رياح.
كما إن التحول في توليد الطاقة الكهربائية من الاعتماد على الطاقة البترولية إلى الطاقة الشمسية خيار استراتيجي ضروري لأنه سيوفر للمملكة البترول ليباع في السوق العالمية للحصول على التمويل اللازم لميزانية الدولة، حيث يتوقع أن يزيد الاستهلاك المحلي للبترول إلى نصف إنتاج المملكة في المدى القصير وربما أكثر من ذلك في المدى البعيد إذا استمرت في الاعتماد على البترول ومشتقاته في توليد الطاقة الكهربائية، ومن المتوقع أن تساهم بما يقدر بـ 100ألف وظيفة بالسعودية، وزيادة الناتج المحلي للسعودية بما يقدر بـ 12 مليار دولار، وتوفير ما يقدر بـ 40 مليار دولار أمريكي سنويا
السعودية لديها طاقات إنتاجية هائلة من الطاقة الشمسية وتتجه إليها الأنظار باعتبارها مركزا إقليميا ودوليا مهما لهذه الطاقة نظرا لطبيعة الطقس بها وغناها بالأشعة الشمسية الوفيرة، لذلك فإن تطوير الاستثمار في هذا القطاع يتطلب وضع قوانين واضحة تحمي جميع الأطراف مزود الخدمة والمشتري والمستثمر فيها، حيث تكون بيئة تنافسية جاذبة للسكان والشركات المحلية والعالمية، فوفرة الشمس لدى المملكة عنصر قوي جداً لجعل العائد المالي Payback Period منافسا لكثير من دول العالم، وفتح المجال للحصول على القروض الميسرة في هذا المجال داخل المدن الصناعية التي انتشرت مؤخراً بشكل كبير في مناطق المملكة، حيث يمكن تأمين حاجة المملكة من الطاقة الشمسية والاستثمار فيها أيضاً وتصدير ما ينتج عن خطوط الإنتاج لدول الخليج والعالم العربي، فما زال القطاع واعدا، ويخلق فرصا وظيفية كبيرة لسوق العمل المحلي، كما يمكن أيضاً مستقبلاً بيع فائض الكهرباء للدول المجاورة للخروج من قلق أين سيتم تخزين فائض الإنتاج الكهربائي وكلفة تخزينه والفاقد في ذلك.
إن المملكة تتمتع بميزة تنافسية في مجال الطاقة الشمسية وعليها استغلالها في أقرب وقت. وسيوفر استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء للمنازل والمصانع الوظائف والأموال والمحافظة على بيئة خالية من التلوث النفطي. التحول الاقتصادي والرؤية والكفاءة الإنتاجية تتطلب التحول في مجال الطاقة من النفط إلى الطاقة الشمسية، لذلك يجب التحول في إنتاج الطاقة الكهربائية من البترول إلى الشمس لتوفير ما يمكن من براميل النفط قبل فوات الأوان.
ولا ننسى أن الطاقة الشمسية متجددة ومستمرة في العطاء ولا تنضب بالاستخدام، والآثار الاقتصادية المتوقعة من هذا المشروع الضخم كبيرة جداً، خصوصا لو تم تصنيع الخلايا الشمسية محلياً، ومن المهم الإشارة إلى أن المملكة بها أنقى وأفضل أنواع الرمل في العالم أجمع، والذي يستخدم في تصنيع السيليكون، وهو الذي يصنع منه أدوات إلكترونية كثيرة من ضمنها الخلايا الشمسية التي تستخدم في توليد الكهرباء بطريقة مباشرة، بإمكان السعودية تصنيع المجمعات الشمسية محلياً والتي تستخدم في توليد الكهرباء بطريقة غير مباشرة، هذا بالإضافة إلى أن الإشعاع الشمسي اللازم والضروري للمحطة الشمسية متوفر وبشدة في المملكة تقريباً على مدار أيام السنة، عندما تنتج الكهرباء من المحطة الشمسية يمكن ربطها بشركة الكهرباء السعودية، وبالتالي سنقلل من إنتاج الكهرباء عبر المحطات التقليدية، والتي في كثير منها تستخدم النفط الخام في إنتاج الكهرباء… وبالتالي سيكون للمشروع الجديد مردود اقتصادي كبير.
وأخيراً السعودية وطن الشمس ومن يصنع التطور والتقدم والتغيير ويرسم ملامح المستقبل اليوم شاب وطني طموح في مستوى تفكير الغالبية العظمى من هذا الوطن لكنه يعمل 20 ساعه ويجول العالم ليصنع السعودية الجديدة فـ خذوه قدوة، وكما قال غازي القصيبي رحمه الله: ( نفط… يقول الناس عن وطني… ما أنصفوا… وطني هو المجد).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال