الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نجاح الترفيه يعتمد على الابداع والفن في التقديم، والجودة في التنفيذ، والمعقول والمنطق في التسعير. واختلال اي من هذه الثلاثه سيعرض الطلب لاختلال يؤدي الى تناقص. ومشكلة الخدمات عموما ، حساسية الطلب تجاه العروض المقدمة. لان الذائقة السعودية تجاه خدمات الترفيه ناضجة وانتقائية وهذا ملاحظ بطبيعة الحال.
الى هذه اللحظة نجحت كافة برامج الترفيه المقدمة من الهيئة العامة للترفيه، وهذا النجاح لا شك انعكس على منظمي البرنامج ماديا بشكل مباشر من خلال بيع التذاكر و بشكل غير مباشر من خلال الانشطة التجارية المصاحبة. ولكن تكوين قطاع متكامل بحاجة الى مزيدا من العمق في التخصص، وهذا وحدة ما سيضمن ديمومة القطاع لا بل وتقدمه واخذه منحى انتاجي يضيف للناتج المحلي.
لا بد ان نرى تدفق مالي لتأسيس شركات تهدف بالاساس لإدارة وتقديم البرامج الترفيهية ، ولا بد ايضا من وجود تصنيف لها بناء على الامكانات والجودة، وربما كان من الصواب مراقبة التسعير بما يضمن مستوى جودة يعكس التوجه العام لتكوين قطاع عالي التأهيل. وفي نفس الوقت لابد ان يصاحب هذا تأسيس لمراكز تدريب لكفاءات وان يكون بجودة عالية في مستوى تقديم الخبرات اللازمة لإنجاح القطاع.
قطاع الترفيه يعتبر من اكثر القطاعات الإقتصادية توليدا للوظائف، ويعتبر من اكثر القطاعات الاقتصادية مساهمة في السعادة الاجتماعية، كما وانه جاذب اساسي لأموال السائحين. والعناية به التزام، وتطويره مطلب و ضرورة. ولعل المقياس الأهم لنجاح برامج الترفيه سيكون انخفاض اعداد السائحين للخارج، طبعا لن يكون هذا بشكل مفاجئ لا شك، بل سيكون ، متى تم، بشكل تدريجي يعكس التدريج في تغلغل ثقافة الترفية الداخلي. طبعا لو حدث انخفاض ملحوظ في عدد السياح للخارج فهذا سيسجل كنجاح لا شك لبرامج الترفيه الداخلي.
وزيارة ولي العهد الامين الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة الأمريكية وما تخللها من توقيع اتفاقات مع شركات كبرى في امريكا بغرض الاستثمار في قطاع الترفيه تأتي كمؤشرات على ان الترفيه في بلادنا سيكون بمستوى يضاهي اخر ما توصل له رواد القطاع، لأننا سنبدأ من حيث انتهوا.
والحقيقة ان مثل هذه الاتفاقات لا تعني فقط جلب رؤوس الاموال ، بل تعني ايضا جلب اجراءات عمل محكمة، ومؤشرات قياس كفؤه، و وسائل لقياس مستويات الرضى عن الخدمة وغير ذلك المهم الكثير. اقتصادات الترفيه مهمة لاقتصادنا، وما تجلبه مهم لمجتمعنا، والى الان المؤشرات ايجابية، والقادم افضل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال