الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كافة التصانيف الإتمانية التي تصدرها مراكز التصنيف الدولية تؤكد صحة الخط والنهج الذي ننتهجة، فالإصلاحات الهيكلية في صميم التركيبة الاقتصادية لبلادنا تدعو للتفاءل لمستقبل ينفك عنه اعتماد الاقتصاد على النفط، نعم سيأخذ الأمر وقتا لا بأس به، ولكن المحصله النهائية ستكون في صالح الجميع. الاصلاحات ستكون مؤلمة لمن يعتمد في تجارته على المعنوات الحكومية، وعلى هؤلاء العمل بكفاءة حتى لا يتعرضو للإفلاس ومن ثم الخروج من المعادلة الاقتصادية، ذلك لأن الدعم من الآن وصاعدا لن يذهب الا الى مستحقيه. لا مجال لذهاب الدعم للتربح، الدعم لسد الحاجه والكفاف فقط.
قياس مستويات الأداء داخليا مهمة، وتكمن اهمية وجودها في كونها اداة لمحاسبة الذات في ادائنا وفي تنفيذنا للخطط. وعليه فتقارير جهات التصنيف الدولية مهمة لنا. انا لا اقول انهم دائما على صواب، فقد ثبت منافاتهم للواقع اكثر من مرة، ولكن متى ما بين لهم الصواب والتزموا فيه بالحيادية فلا بد من الإشادة بما ينوهون به، ومتى تم الاختلاف في الرأي بيننا فعلينا تبيان وجهة نظرنا فيما نعتقد صوابه بطريقة علمية و منطقية، وهذا ما كنا نفعله دائما وهاهي ردات الفعل بعد فهم واقعنا منهم تؤكد صحة نهجنا.
قبل ايام بيّنت «موديز» ان برنامج الحكومة السعودية للإصلاح، بما في ذلك خطط لتحقيق التوازن المالي في الميزانية بحلول 2023، قد يتيح بمرور الوقت مسارا للعودة إلى مستوى أعلى للتصنيفات.
واوضحت «موديز» ان تأكيد تصنيفات السعودية تدعمه توقعات بأن برنامج الحكومة للإصلاح سيقلل بمرور الوقت انكشاف الاقتصاد على أسعار النفط، لكنها اشارت الى ان الضغوط الاجتماعية في السنوات القليلة المقبلة قد تبطئ أو تلغي التقدم في الإصلاح بطريقة قد تؤدي إلى تآكل قوة المالية العامة للسعودية.
وتعليقا على الفقرة الأخيرة، فمن الواضح انه ينبغي تسليط الضوء لموديز على الخطوات المهمة التي اتخذت للحيلولة دون اي اضرار مجتمعي من خلال برامج الدعم التي قدمت والتي ستقدم كذلك في المستقبل، واعتقد ان موديز غير ملمة بكافة التفاصيل في هذا الجانب وان من واجبنا الرد عليه. نحن لا نتحسس من وجهات النظر ابدا، كل ما اقوله ان علينا تبيان الطروحات والخطط في هذا المجال ليكون الأمر اكثر وضوحا لكافة المراقبين الدوليين ، وخصوصا ان كثير من المستثمرين الدوليين يعتمدون عليهم وعلى ما يصدرونه.
لا شك اننا قطعنا شوطا كبيرا في الاصلاح الاقتصادي في فترة وجيزة، ولا شك ان العالم يراقب عن كثب، وعلينا ان نذهب خطوات للأمام وبذل مجهود اكبر في طمأنتهم لما قد يتخوفون منه، ونحن ثبت انه متى اتخذنا قرار ينبغي التراجع عنه فلن نتردد ابدا، وهذه قمة الشجاعة من طرفنا. بلادنا ماضية في طريقها نحو فك الارتباط عن النفط دونما اضرار بأي فئة مجتمعية، فنحن نخطط جيدا، وننفذ بطريقة صحيحة تؤتي أوكلها، وعلينا تبيان ذلك لكافة المراقبين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال