الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أتذكر جيدا تلك الحقبة التي كان يمثل فيها ركوب الدراجة الهوائية متعة للجيل الذي انتمى إليه في كثير من العطل. في تلك الفترة ربما لم يخطر ببالي أن هذه الوسيلة للمتعة ستتحول يوما ما إلى وسيلة مواصلات أعتمد عليها في معظم تنقلاتي داخل الحرم الجامعي.
أذكر ذلك الآن وأنا أقرأ خبر مفاده أن شركة أوبر أقدمت على دفع أكثر من 100 مليون دولار نقدًا لشراء شركة دراجات كهربائية Jump Bikes -وهي شركة مقرها في نيويورك تسمح باستئجار دراجات عن طريق منصة عبر الإنترنت.
أعلم أن الكثير قد اطلع على هذا الخبر لكني سأحاول أن أعرج على عدة جوانب مختلفة أحدها هو نمط الحياة الذي نعيشه والتغيرات الاقتصادية المرتبطة به لأن منظومة النقل باتت تسعى إلى توفير البدائل وتأخذ بعين الاعتبار سهولة الحركة وسرعة وصول الراكب.
هذا الاستثمار من شركة مثل أوبر هو بطبيعة الحال نتاج لثورة سوق التنقل وتكنولوجيا البطاريات بل وتحديد المواقع وهو يساعد الشركة في خلق تصور أكثر وضوح لمستقبلها في هذا القطاع.
فكرة امتلاك المركبات التي كانت سابقا شغف تدور حوله أحلام الشاب الناشئ هي بالأساس فكرة بدأت تتحول تدريجيا وتغيرت بشكل كبير خلال سنوات معدودة. دفع ذلك بالصناعة بأكملها لتطوير أساليب جديدة للنقل مما يخلق منتجات مبتكرة تسهم في خدمة العميل بدلا من الاستمرار في المنافسة بنفس الأدوات المعهودة منذ سنوات.
البعض ربما يعتقد أن الشركة تستثمر في قطاع جديد ولكن الحقيقة هي أن الصورة الأشمل من بعد استراتيجي تعنى الاهتمام بما يخدم فكرة عدم امتلاك سيارة بالأساس وتعزيز محفظة التنقل المتعدد.
ومع هذه المعطيات في الحد من اهتمام رب الأسرة في الادخار لشراء مركبة نبدأ في وضع تصورات جديدة للمنافذ التي يمكن أن تنتعش ومنها على سبيل المثال المنتجات الرياضية المرتبطة بركوب الدراجات.
في الحقيقة أن التقنية التي تعتمد عليها الشركة تعتبر ميزة إضافية إذا ما ذكرنا تطبيقات الأجهزة المحمولة. وتتبع الدراجات عن بُعد بواسطة نظام تحديد المواقع، وأنظمة الاستشعار لقفلها. لا ننسى أيضا أن الفرق في السعر بين مركبات أوبر والدراجات الكهربائية يفتح بابا جديدا للشركة لاستهداف فئة جديدة من العملاء ربما تكون أكثر حساسية للسعر. وشخصيا أعتقد أن هذا سوق مختلف وشريحة عملاء جديدة.
السؤال الذي يتبادر لذهني حاليا يتعلق بالبديل الذي يمكن أن يتم توفيره لسوق تطبيقات الجوالات لأن هذه المنصات التي سهلت تطبيق الكثير من الأفكار تتطور سريعا ومن المخاطرة أن نعتمد عليها بشكل كامل لعمل مشروع حتى وإن كانت تبدو لنا ناجحة على المدى القصير. بالأمس على سبيل المثال سمعنا عن خدمة جديدة توفرها الشركة أيضا بتوفير منصة لمشاركة سيارتك لأي شخص ليستفيد منها في إيصال طرف ثالث وهذا يعزز من خطورة الاعتماد على تقنية واحدة في التعامل مع تموذج العمل الذي يحقق مليارات من الدولارات.
أعود للدراجة التي تطورت خلال فترة قصيرة من وسيلة رفاهية إلى وسيلة تنقل رسمية وبدأت تظهر عليها معالم التقنية من حيث تحولها إلى كهربائية ونظام متابعة وأقول ربما يكون بساط الريح ليس بعيداً عنا يا أوبر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال