الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شاهدنا في الأيام الماضية ماحدث لأحد الأندية النسائية الرياضية حيث وجه رئيس الهيئة العامة للرياضة بسحب ترخيص ذلك النادي بعد أن ظهرت احدى المشهورات في إعلان لذلك النادي تم وصفه بأنه يحمل مشاهد مخله بالآداب العامة. وقبلها كانت هناك اعلانات من مشاهير في السوشال ميديا لمركز تجميل تمت مداهمته قبل أيام وتم رصد منتجات مقلدة بل وأطباء مقلدين كذلك. مما يقودنا إلى سؤال مهم وهو إلى متى سيستمر هذا العبث في اعلانات المشاهير المضللة او التي تتجاوز الحدود الشرعية والعرف الاجتماعي؟.
وزارة التجارة بلا شك تحاول جاهدة رصد المخالفات وحملات المداهمة والتشهير كذلك على المنشآت التجارية المخالفة على نفقة تلك المنشآت ولكن ماذا عن الإعلانات المضللة للمشاهير؟. فكم شاهدنا وسمعنا كثير من القصص عن اعلانات لمنتجات مقلدة بل وتعدى الأمر لحدوث مشكلات صحية للمستهلكين بسبب اعلان لمشهور هنا أو هناك؟. هؤلاء المشاهير يملكون سلاح فعال وهو قوة التأثير في قرارات الشراء للمستهلكين. فكثير منهم لايأبه ما إذا كان المنتج أصلي أو مقلد، صالح للإستعمال الآدمي أو غير الآدمي، طريقة العرض «منضبطة» او تخالف عرف المجتمع، فبعضهم لايهمه إلا الكسب المادي فقط.
تسن القوانين عادة لوضع ضوابط للسلوك، فلولا وجود القوانين والأنظمة لترك الحبل على الغارب. والقلة فقط هي التي ترتدع بسبب وزاع ديني أو أخلاقي. وهو مايحدث حالياً من وجهة نظري في سوق اعلانات المشاهير. فكما أن الإعلان التقليدي يخضع لعدد من الضوابط التي تم سنها من قبل الجهات المختصة، فمالذي يمنع أن تكون تلك الضوابط مطبقة في اعلانات المشاهير كأن تمنح رخصة من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع لكل من يريد أن يمتهن مهنة الإعلانات وأن من يعلن بدون تلك الرخصة يُعتبر مخالف يستوجب ايقافه وتحويله الى النيابة العامة كما حدث من قبل هيئة الرياضة بعد الاعلان عن النادي الصحي النسائي.
اصافة لذلك لابد من ان يكون المشهور الذي سوق لمنتج ما ثبت عدم صلاحيته ان يتحمل مسؤولية قانونية في حال اثبات أن المنتج الذي تم الإعلان عنه مخالف، فعليه ان يتأكد وان يطلب الاثبتات التي تجعله يسوق للمنتج وهو قانع بان لا اثر له على الصحة. فالقصص التي سمعناها عن الإعلان لمنتجات مقلدة سببت مشكلات صحية دائمة أمر لايستهان به إطلاقاً.
الاعلان التلفزيوني او في وسائل الاعلام بشكل عام واضح للمتابع انه بمقابل مالي، فقد منحت له المساحة لكي يسوق منتجه بعد ان قدّر حجم تكلفتها. وهذا ما يفترض تطبيقه ايضا في اعلانات المشاهير، فمن حق المستهلك أن يعرف أن المشهور الذي يتابعه أخذ مقابل مادي لعمل ترويج لمنتج ما، فالإعلان الغير مباشر أقل مايقال عنه أنه تظليل للمستهلك. فهناك فرق بين الدعاية والإعلان ومن أهم هذه الفروق هي درجة المصداقية، فالإعلان المدفوع عادة أقل مصداقية من الدعاية الغير مدفوعة من وجهة نظر المستهلك.
خلاصة القول، فرعون اعلانات المشاهير المضللة لابد لها من موسى. فقد آن أوان ذلك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال