الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قمت بزيارة مشروع شعاع 1 للطاقة الكهربائية في أمارة دبي في الأمارات العربية المتحدة. و هو مشروع سعته الإنتاجية 200 ميجا وات بتقنية الخلايا الشمسية الكهروضوئية. و قد قامت شركة أكوا باور السعودية بتنفيذ المشروع سنة 2016 في مدة أقل من المدة المقررة. و ذلك بعد فوزها بأقل سعر على عدة شركات منافسة عالمية بما فيها شركة مصدر الأماراتية.
إنتهت الزيارة و أنا أفكر في مدى إمكانية التكامل الإقتصادي و الصناعي بين المملكة و الأمارات بصفة خاصة و بين دول الخليج عموما في قطاع الكهرباء. فجميع دول الخليج لديها القدرة المالية على القيام بمشاريع ضخمة ذات تقنية عالية. و قبل ذلك لديها الخبرات المحلية المتعلمة و القادرة على تنفيذ و إدارة تلك المشاريع. كما أن منطقة الخليج – بحمد الله – لا تفتقر إلى العقول التي بإستطاعتها البحث و تطوير مختلف التقنيات.
كما أن دول الخليج جميعها مربوطة كهربائيا مع بعضها البعض منذ فترة. مما يعطي الفرصة لقيام دول الخليج مجتمعة بالتخطيط لمستقبلها من إستهلاك الطاقة الكهربائية. فإنه من الممكن مثلا أن تقوم الأمارات بإستغلال سرعة الرياح في شمال المملكة بعمل بعض مشاريع الطاقة بتقنية الرياح. و من ثم توصيلها إلى الأمارات و بيعها على المستهلك النهائي عن طريق مشروع الربط الكهربائي. و من الممكن مثلا أن تقوم المملكة بعمل إضافات على محطة براكه النووية في أبوظبي و الإستفادة من البنى التحتية التي تم تأسيسها.
و من أجل إنشاء منظومة كهرباء متكاملة بين دول الخليج يجب علينا أولا تحرير سوق الكهرباء. و إنشاء شركة موحدة و مستقلة خليجية لشراء و بيع الطاقة الكهربائية. و يجب كذلك أن يكون هناك منظم واحد للطاقة الكهربائية في دول الخليج يراعي ظروف كل دولة على حدة و في نفس الوقت يستطيع أن يجمعهم على منظومة كهربائية واحدة.
و كما هو معلوم، فلقد قامت شركة مصدر الأماراتية بالمنافسة على مشروع سكاكا بالمملكة. كما قامت شركة أكوا باور السعودية بالتنافس على مشروع شعاع 1 بالأمارات. و بغض النظر عن الفوز أو الخساره في أي مشروع. فإن مجرد المشاركة في مشاريع ذات تقنية عالية في الدول المجاورة هو رسالة إلى أصحاب القرار في الدولتين أن هذه الشركات و مثيلاتها قد وصلت إلى مرحلة من النضوج تمكنها من المنافسة خارج الحدود. و أنها مستعدة للتوسع و الإمتداد. مما يستدعي تشجيعها و سن القوانين التنظيمية التي تساعدها على التوسع خارج حدود نشأتها. خصوصا و أنها شركات تعمل في مجال التقنيات الحديثة العالية التخصص. و أن أعمالها سوف يكون له تأثير على الميزان التجاري بين البلدين. كما و أن ذلك يكون أول خطوة لهذه الشركات و مثيلاتها في الإتجاه نحو العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال