الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل أيام سمع الكثير بوفاة السيدة الأولى السابقة للبيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية “باربارا بوش”. وفي حال كنت من المهتمين بمتابعة قنوات التلفاز الأجنبية ومشاهدة ما يستجد من الأخبار فسيغمرك شعور بالسعادة وأنت تتابع الرجل الذي حكم البيت الأبيض ممسكا بيد زوجته حتى اللحظة التي فارقت فيها الحياة.
والآن وبعد هذه المقدمة دعني أطلب منك أن تركز تفكيرك في هذه السيدة والصور التي شاهدتها ومرت بك خلال هذه الأيام على أقل تقدير. هل لاحظت القاسم المشترك بينها؟ أو لاحظت ارتداء العقد من اللؤلؤ في معظم تلك الصور بحيث أصبحت توجه تفكيرك ناحية هذا العقد بمجرد مرور اسمها أمامك؟.
أعلم كما يعلم الجميع أن خلق صيحة جديدة في عالم الأزياء ليس سهلا على الإطلاق ولكن هذه السيدة استطاعت أن تضع بصمتها في عالم المجوهرات عندما ارتدت في يوم التنصيب من عام 1989 عقداً من اللؤلؤ البسيط جداً فأرسلت أكثر من رسالة أحدها لخصت اهتمامها بالبساطة والقرب من الجميع بالإضافة لكونها حركت صناعة المجوهرات باتجاهات جديدة.
لقد كان هذا الحدث بمثابة المحرك الذي جعل الكثير من السيدات يعاودن ارتداء الكثير من عقود اللؤلؤ التي يحتفظن بها في خزائنهن. وكانت هذه البساطة في الاختيار واللمسة البيضاء التي عرفت بها لفتة إنسانية كسرت الكثير من الحواجز.
أصبح الطلب بحسب مصممي المجوهرات كبير للغاية، وكأنهم اكتشفوا اللؤلؤ من جديد. ببساطة فإن سقف المبيعات ارتفع بشكل غير مسبوق. هذا الاهتمام هو امتداد لتأثر سيدات البيت الأبيض لسنوات بشكل أو بآخر على صناعة الأزياء فنانسي ريجان كانت تفضل المجوهرات الصغيرة ومن قبلها جاكلين كيندي بلا شك.
هذا الحديث أعاد إلى ذاكرتي القصة الشهيرة في تاريخنا العربي للتاجر الذي قدم إلى المدينة يحمل من خمر العراق، فباعها كلها إلا السود، فشكا إلى أحد الشعراء ذلك والذي قام بدوره بكتابة أبياتاً وأمر من يملك صوتاً حسنا في المدينة أن يتغنى بها. فلم يبقى في المدينة فتاة ولا سيدة إلا اشترت لها خماراً أسودا بعد أن سمعن البيت الشهير:
قل للمليحة في الخمار الأسود___ ماذا فعلت بزاهد متعبد
بشكل عام يُعرف المشاهير غالبا بقدرتهم على التأثير لأنهم اكتسبوا خبرة بمجال معين ويجيدون التواصل مع الجمهور حوله كما أن الكثير منهم يحمل فكرة كبيرة تخلق زخم عالي لا تلبث أن تصبح حديث المجالس.
بالنسبة لحالة السيدة الأولى فهي بالإضافة لكل ذلك بمثابة القدوة وأعتقد أن الصورة العامة لباربارا كانت تعطي الشعور بالحميمية والقرب.
وفي بعض الصناعات ستجد تشجيع للعملاء بأن يكونوا أكثر شبها بصورة المشهورون مما يزيد من إعجابهم بالمنتج الذي يرتديه وحتى الشخصية التي يتسم بها في السوق هذا إضافة إلى كونك تستطيع إيصال الكثير من الرسائل بطريقة أسهل عندما تعرض بأسلوب سلس غير مصطنع مدعم بأدوات التواصل والتفاعل العالي.
وفي الحقيقة أن هذا الارتباط اللصيق الذي أتحدث عنه بين السيدة “باربرا” واللؤلؤ أصابني ببعض الدهشة حين وجدت أحد صورها في ملعب البيسبول بالزي الرياضي دون أن تستغني عن ذات العقد.
والآن وبعد وفاتها وجدت الكثير من السيدات في ارتدا ء اللؤلؤ تعبير عن مشاعر الود لهذه السيدة وهي التي حين سئلت مؤخرا عن السر في تعلقها باللؤلؤ أجابت بعفوية شديدة، أن اللؤلؤ يمكنه أن يخبئ التجاعيد في إشارة إلى تقدمها بالعمر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال