كثبان من الذهب .. لا كثبان من الرمل

ما تملكه بلادنا من الامكانات لا يمكن حسابه، كل شئ حولنا يمكن تحويله الى موارد مالية مستدامة، كل ما علينا فعله التمعن في كيفية استقطاب محبي الحياة. لا شك نجحت سويسرا في تحويل كثبانها الثلجية الى مزار للمتزلجين، ولا شك انها حققت عوائد مجزية من ذلك لكل من الدولة و الشعب على حد سواء.

 للدولة من خلال الرسوم والضرائب العائدة على الخدمات، وللناس جميعا من خلال اعادة انفاق الضريبية على البلاد من جهة ومن خلال ازدهار الأعمال والخدمات السياحية بشتى اشكالها من فندقة ومطاعم وخدمات لا تحصى في عجالة. ونحن في بلادنا بإمكاننا كذلك التفكير بطريقة غير اعتيادية لإستغلال طبيعة ارضنا ومناخنا المتميز بشموسها وصحارينا المتميزة كذلك بجمالها وتفردها. بالإمكان القيام بالكثير فنحن لسنا مجرد صحاري شاسعه، بل نملك جزر متناثرة وجبال شماء، وسواحل فريدة و الكثير من الفريد مما انتجته الحضارات الانسانية المتعاقبة على ارض بلادنا.

تحويل بلادنا بما تحتوية الى اصول مالية ليس بالأمر المستحيل او حتى الصعب، كل ما يتطلبه الأمر التفكير بروية بما يضمن خدمات تطلب من السياح وبما يضمن الخصوصية الشخصية وللزوار. 

تحسين الخدمات على ما هو موجود، والابداع في الجديد فن و تخصص ومهارة، ومن المهم الاستفادة من التجارب الدولية في هذا السياق، ومن الضروري تبني فكر الإبداع. ايجاد سبل للتمويل لابد منه، خصوصا اننا نتكلم عن امر لم يسبق ان تم خوض غماره بعمق وتوسع، الا ان العوائد المجزية التي من المتوقع تحصيلها مغري لدرجه يجب قبول مخاطرها بصدر رحب.

ما نسعى لتحقيقة هو خدمة تقديم اوقات سعيدة، وذكريات تبقى في الذهن ما بقي الانسان الذي خاض غمار التجربة حيا على قيد الحياة، ليرويها فيكون بذلك مدعاة للغير بخوضها.

بلادنا مليئة بالأصول التي يمكن تفعيلها لتكون رافدا مهم لميزانية الدولة ، وعنصرا مهم لتحريك الاقتصادات الداخلية، بما يحقق التوظيف وبما يكون المزيد من المنشآت المتوسطة والصغيرة. نستطيع متى اردنا تحويل الكثبان الرملية لكثبان من الذهب، وتحويل الشواطئ البحرية لآلات اقتصادية فعالة، وتحويل الجبال لمزارات يتوافد لها البشر من كل مكان. مشروع القدية وايضا مشروعي البحر الأحمر ومدينة نيوم سيعقبها مشاريع بمبادرة من القطاع الخاص ان شاء الله، وبلادنا ماضية في الطريق الصحيح بخطى ثابته وعزم لا يفتر ولا يعرف الملل.