الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استعرضت في مقالات سابقة موضوع وجود هيئة تسويق للسعودية وما إذا كانت هناك أهمية لها في التسويق للسعودية كدولة. وزادت المطالبات بوجود تلك الهيئة مؤخراً من قِبل عدد من المختصين بالتسويق خصوصاً بعد برنامج التحول الوطني 2020 والذي من ضمن أهدافه تحسين الصورة الذهنية للمملكة بنسة 58% وخصوصاً أن السعودية تتعرض لحرب مقصودة للإساءة إلى سمعتها خارجياً.
وخلال الفترة الماضية من الواضح أن السعودية تسوق لنفسها خارجياً بخطط مدروسة وذلك لبناء صورة ذهنية جديدة وهي السعودية الوسطية ذات الفكر المعتدل والمنفتح. ولعل أكبر من عَمل على بناء تلك الصورة الذهنية هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، فكما قيل “أن أكبر مسوق للدول هم رؤسائها” وما الجولة الأخيرة الخارجية لولي العهد خصوصاً لأمريكا عنا ببعيد وما أحدثته تلك الجولة من اهتمام اعلامي عالمي غير مسبوق.
وخلال الأسبوعين الماضيين حدثت عدد من الفعاليات المهمة في السعودية والتي هي من وجهة نظري لها علاقة في مايخص التسويق للسعودية. فأما الأول فهو عرض “رويال رامبل” والمقدم من WWE، بالشراكة مع الهيئة العامة للرياضة في مدينة جدة والذي يضم أشهر الأسماء المشهورة في هذا المجال وبثه في أشهر القنوات الفضائية في الشرق الأوسط بالإضافة لبث مباشر عن طريق الإنترنت فيستطيع كل مهتم بهذه اللعبة متابعة هذا العرض المحترف حول العالم. نحن هنا لانتحدث فقط عن أن هذا الحدث تم نشره ومتابعته دولياً بل أيضاً حتى على هؤلاء الضيوف المشاهير الذين تمت دعوتهم وهم بالمئات وربما أكثر.
وأما الحدث الآخر فهو استضافة وزارة الثقافة والإعلام فرقة دار الأوبرا المصرية في مدينة بالرياض في أول زيارة لها إلى المملكة. فالأوبرا المصرية عريقة ولها من يتابع نشاطاتها حول العالم لذلك فهذا الحدث أعتبره مناسباً لبيان مدى اهتمام السعودية في قطاع الثقافة والارتقاء بالفنون وتعزيز التواصل الثقافي بين السعودية والبلدان المختلفة.
فمن هذا المنطلق، فإني أؤكد على وجهة نظري السابقة في أن التسويق للسعودية هو تعاون جهات متعددة كل جهة تضع هدف التسويق الخارجي من أهدافها وتنفذه بما يتسق مع أهداف تلك الجهة. فرأينا مثالاً في الهيئة العامة للرياضة ووزارة الثقافة والإعلام خلال الأيام الماضية من فعاليات تسهم لتحقيق التسويق لبلدنا كل مع اختصاصه. فالتسويق للدول له اذرع متشابكة تتداخل فيها وزارات عدة وهيئات مختلفة ولا أعتقد أنه من المجدي في هذه المرحلة تقنينه في هيئة واحدة.
خلاصة القول،، فوق هام السحب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال