الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
القدية ذلك الإسم الذي ارتبط في ذاكرتي بأنه بوابة الرياض ونهاية رحلة طويلة امتدت لأكثر من عشر ساعات متواصلة، سوف يصبح ذلك الإسم عالميا لأكبر مدينة سياحية على الأرض، والتي ستأسس لمرحلة جديدة من السياحة ليس في المملكة والشرق الأوسط ، بل في العالم .
من المؤكد أن القدية سوف تكون العمود الفقري للسياحة في المملكة ، بموقعها ومساحتها ، وحجم المشاريع العملاقة التي ستقام داخل المدينة السياحية الأكبر على مستوى العالم . لكنها مع كل التنوع البيئي الذي سينشأ داخلها ، تظل تمثل الجانب الصحراوي من جغرافيا المملكة العربية السعودية القارة بمساحتها وتنوعها الجغرافي والبيئي .
ويأتي مشروع البحر الأحمر ، بأرخبيل الجزر ، والشواطئ المحاذية لها ، والمناطق الصحراوية القريبة ، ليمثل الضلع الثاني للسياحة السعودية ، ويضيف بُعد السياحة البحرية والشاطئية بكل ما تشمله من تنوع كبير إلى قائمة الأنشطة السياحية التي يمكن للسائح أن يجدها .
وليكتمل مثلث السياحة ويشكل بذلك كل البيئات الطبيعية في المملكة، نحن بحاجة لمشاريع سياحية تغطي المناطق الجبلية ، في المنطقة الجنوبية الغربية ، والتي تمتد من الطائف وحتى أبها .
و مشاريع كهذه تبرز اهميتها من عدة جوانب : أولها ماذكرته من تنوع البيئات السياحية في المملكة ، من الصحرواية ، والبحرية ، والجبلية ، والمناطق الجبلية تتميز بإعتدال أجواءها في فصل الصيف، في الوقت الذي تصبح فيه الأجواء في بقية المناطق لا تطاق لشدة الحر ، وهذا يضمن استمرار وجود مناطق سياحية وترفيهية مناسبة طوال العام ، من حيث الطبيعة الجغرافية ، والأجواء .
وتلك المشاريع ستعمل على تطوير المناطق السياحية الجبلية ، التي تفتقر لأي مشروع سياحي حقيقي يرتقي إلى رؤية 2030 ، بإستثناء بعض المشاريع البسيطة في مدينتي الطائف وأبها . أما بقية المناطق الممتدة من جبال ميسان وحتى تنومة ، فلا يوجد فيها أي مشروع سياحي يمكن الإشارة إليه . بل إن الباحة كمنطقة إدارية، لا يوجد فيها فندق واحد خمسة نجوم ، وتعاني المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في استقبال ضيوفها . وتلك المساحة الكبيرة من المناطق الجبلية ما زالت بكرا ، يمكن تشكيلها بما يتوافق مع المشاريع السياحية الحديثة ، والمحافظة على البيئة حسب أهداف الرؤية .
أما الهدف الأسمى من هكذا مشاريع ، فيتمثل في خلق وظائف في أهم قطاع اقتصادي في تلك المنطقة ، بما يمثله ذلك من دعم لقطاع السياحة خاصة ، والاقتصاد بشكل عام ، والحفاظ على التركيبة السكانية لأبناء المنطقة، الذين يدفعهم البحث عن عمل مناسب إلى الهجرة شمالا وشرقا ، حيث خلت منطقتهم من أي مشاريع عملاقة يمكنها توفير الوظائف المناسبها لأبناءها كمّا ونوعا.
أتمنى أن نرى مشاريع سياحية ضخمة متكاملة تشمل المناطق الجنوبية الغربية ، على أن لا تكون تقليدية ، بل حديثة متطورة ، ترقى إلى طموحات القيادة في رؤية 2030 ، كما هي مشاريع القدية والبحر الأحمر ونيوم .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال