الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على ضوء التقلبات الاقتصادية العالمية التي حدثت أثناء وبعد الأزمة المالية والتي لا زالت تعصف في العالم أجمع وفي الدول الصناعية بشكل خاص فقد أصبح من المهم إعادة النظر في كل جوانب الأعمال لمعرفة القدرة على استحداث نمو جديد يدر الارباح ويحافظ على التوازن الاقتصادي ، ونحن في عالم قطاع الموارد البشرية لم نر أي من التحديات الجديدة في مسيرتنا المهنية وهنا يأتي السؤال “كيف يمكن للموارد البشرية جعل قيمة أفضل للمنشأة؟” .
هناك الكثير من التحديات التي تواجه إدارات الموارد البشرية في المنظمات أو المنشآت منها التحدي الاقتصادي بالتحكم في كتلة الأجور وضبط توازنات الاقتصاد الكلي ، والتحدي الاجتماعي الذي يتمثل في الحفاظ على التماسك الاجتماعي ومحاربة الفوارق الاجتماعية والبطالة والعمل على تحقيق الرضا بين الموظف والمنظمة في هذه الظروف الصعبة.
ولكي يتحقق النجاح والتطوير الدائم والتنمية الذاتية فعلى إدارة الموارد البشرية التخطيط والاهتمام بتنمية كل الجوانب الاجتماعية والمالية والمادية والبدنية والمعنوية والروحانية والشخصية والأسرية ، لأن العمل على تحقيق كل تلك الجوانب يؤدي في الغالب إلى تحقيق الاستقرار والنجاحات في عمل المنظمة والمنشأة فالتنمية الذاتية هي سبيل من سبل التقدم بخطوات واثقة ومدروسة نحو تحديد الأهداف وتحقيقها وبالتالي تحقيق النجاحات المتتالية المرغوب فيها وصولاً إلى حالة من الرضا العام داخل المنظمة لتعميق العلاقة بين الطرفين وتجاوز مثل هذه الأزمات التي قد تؤدي لفشل ذريع إن لم يتم التعامل معها بدقة متناهية وعالية .
لا ننسى أن للموارد البشرية عناصر لوجستية وتكتيكية كثيرة تتمثل في وسائل التكنولوجيا الجديدة والمراكز المتخصصة بالخدمات المشتركة والتي قد انتهجتها أغلب الشركات والمؤسسات بإسناد عملية إعداد جداول الرواتب والاستقطاب والاختيار والتوظيف لجهات إمداد بدلاً من القيام بهذه الأعمال بنفسها وبكلفة أقل.
وفي عالم متطور ومتسارع وبه أعلى الامكانيات ويمكن تنفيذ المهام التقليدية بأدني كلفة يأتي التساؤل الأهم “هل أصبحت الموارد البشرية طرازا قديما؟”. إن الموارد الموارد البشرية تقوم بدور مهم بأي منشأة فهي من العناصر الهامة التي تستمد منها المنشآت القدرة على البناء والتطوير والتغيير ولا يمكن عمل أي مكننه لها أو تدخل خارجي يقودها فهي مسؤولة عن تنفيذ رؤية ورسالة الشركات وتقوم بتنفيذ الاستراتيجيات عن طريق أشخاص يحتاجون الى المزيد من التدريب والتجهيز .
والتغيير الذي قد يحصل في المنشآت لا يحدث في ليلة وضحاها بل يحتاج الى قيادة عالية المستوى وأشخاص لديهم القدرة على البناء المؤسساتي وفهم رؤية الشركة والرغبة في التنفيذ للوصول إلى أفضل الأهداف .
هنا يأتي دور الموارد البشرية في وضع الخطط المناسبة وتحديد المهارات المطلوبة في الأشخاص الذين من الممكن أن يقودوا التغيير ولديهم الحس العالي على اكتشاف الأخطاء والثغرات التي من الممكن حلها في الوقت المناسب والاستمرار دون توقف لتحقيق الهدف المنشود ويجب أن يكون تكاتف بين الموارد البشرية وكافة القطاعات لتفهم الأوضاع المالية وكذلك مع الإدارة الاستراتيجية لمعرفة كافة التفاصيل والخطط المرسومة للقيام بأفضل عمل ليؤدي إلى أفضل النتائج التي من الممكن أن تعكس عمل المنظمة .
باختصار … لا نريد أن نقوم بإحلال أنظمة جديدة وأشخاص آخرين مكان فريق الموارد البشرية الحالي بل الأهم من ذلك هو القيام بتطوير الفريق والارتقاء به ليقوم بدوره الجديد وسط هذه التقلبات المتموجة والغير مستقرة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال