الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تجاوزت نسبة الايرادات الغير نفطية اعلى التقديرات في نتائج الربع الاول للميزانية السعودية، وهذا مهم ويعطي دلالة على جدية التوجه الحكومي بهذا الخصوص. من ناحية الإرتفاع كان بنسبة 63٪، ومن ناحية اخرى كان التنوع جليا ولعل اهم عامل في الارتفاع ضريبة القيمة المضافة. حزمة الضرائب والرسوم شكلت جل الإرتفاعات، ومن ثم جاءت عوائد الاستثمارات.
الحقيقة ان رفع قيمة الايرادات الغير نفطية لا حدود لها، وديمومتها اقدر من ديمومة العوائد النفطية المتقلبة سعريا والناضبة بطبيعة الحال. هناك من يخشى من رفع الضرائب وفرض مزيدا من اشكالها وصورها، ولكن هذا التخوف في غير محلة، وطالما كان يشعر المرء ان الضرائب تنعكس ايجابيا على مستوى الخدمات المقدمة له، فلن يمانع ابدا منها حتى لو ذهب 80٪ من دخله للضريبة.
ففي فرنسا مثلا اكثر من 70٪ من دخل الفرنسيين يذهب ضرائب ورسوم، وفي المقابل التعليم والصحة ومستوى الخدمات الحكومية المقدمة في اعلى مستوياتها، والناس هناك يتقبلونها، وهذا واضح حين يقابل احدنا فرنسي ويتبادل معه اطراف الحديث بهذا الخصوص. وبالمثل بريطانيا وغيرها من دول اوروبا والغرب بصفة عامة.
الضرائب مهمة، وبدونها لا يمكن ادامة الانفاق على الخدمات، ويجب ان يصاحب تقديمها استعراض اعلامي محترف يبين ايجابياتها وفوائدها مع ضرب الأمثلة من الدول التي تعتبر رائدة ضريبيا في هذا السياق، واقصد الدول الغربية المتقدمة.
وهناك اوجه اخرى يمكن لنا من خلالها زيادة الايرادات الغير نفطية، ولعل اهمها تشجيع الاستثمارات الاجنبية المباشرة، والغير مباشرة، والنجاح في استثمار الدولة في المشاريع سواء داخلية او خارجية عن طريق صندوق الاستثمارات العامة وغيرها من الصناديق الحكومية، كما ان خصخصة القطاعات الحكومية مهم في هذا السياق، وايضا تفعيل الاصول العقارية للدولة من خلال الشراكات مع القطاع الخاص وكذلك النجاح في انشاء قطاعات اقتصادية جديدة، كما حدث مؤخرا بإنشاء قطاع الترفيه.
المهم هنا ايضا الاستفادة من التجارب الدولية التي سبقتنا، لتكون بدايتنا من حيث انتهوا، فلا داعي لاعادة اختراع العجلة، ومن المهم ايضا الاستفادة من بيوت الخبرة الاستشارية الدولية. لينقلو لنا تجارب الاخرين الناجحة وليعمل معهم السعوديين ويستفيدو من طرق عملهم الذي يتسم بالمنهجية والاحترافية.
رفع الايرادات الغير نفطية في تقرير الميزانية للربع الاول كان ملفت و مميز بكل المقاييس، وتنويع قاعدتها مهم ايضا. النجاح سيحفز المزيد من الاداء والمزيد من العمل، ويوم بعد يوم يقترب تحقيق الهدف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال