الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تقف مطولاً أمام الإشارة الضوئية فتبدأ بتقليب بصرك بين ساعة يدك والضوء الأحمر بانتظار أن يسمح لك بالعبور. مشهد ربما تكون قد اعتدت رؤيته كثيراَ عند الإشارات الضوئية على الطريق. وذا كنت ممن يشعر بالملل من الازدحام المروري ويزعجه طول الوقوف فأنت معني بالتأكيد بقراءة هذا المقال. قريبا سيكون بإمكانك كما تعلم استخدام مركبات ذاتية القيادة، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن حالياَ في الأوساط البحثية هو ما الذي يمكن أن يفعله الركاب خلال هذه الرحلة؟
دعونا نبدأ من شكل المركبة الذي يتصور الباحثون أنه سيفتقر لبعض اللمسات التي اعتدنا عليها مثل المرآة التي تمكنك من رؤية من خلفك على الطريق، فأنا لا أستطيع أن أجد سببا منطقياَ لوجودها مع تلاشي السبب الذي وجدت من أجله، وهذا يدفعني لأن أعرج للحديث قليلا عن دورة حياة الابتكار بشكل عام.
بحسب المصادر فإن أول براءة لهذا للمرآة في المركبات تعود لعام 1921 لكن البنية التحتية للطرق في ذلك الوقت كانت محدودة بمسارين على الأكثر في معظم الطرق مما يعني للكثيرين أن توفر هذا المنتج في المركبة هو مجرد نوع من الرفاهية التي لا حاجة لها. اليوم وبعد كل هذه السنوات ونحن نتحدث عن مركبات ذاتية القيادة أصبحنا نفكر مجدداَ إن كان هناك حاجة حقيقية لهذا المنتج (المرآة) مع تطور تقنيات التصوير.
يتبادر لذهني بعد ذلك تساؤل من نوع آخر حول مهارة السائقين في القيادة التي يمكن أن تقل تدريجياَ بحكم الاعتماد على التقنية والاستعانة بها على الطريق. هذا يذكرني بسنوات مضت حين كانت تسعفك ذاكرتك سريعا كلما احتجت لرقم أحد الأقارب، وبالكاد تلجأ إلى دليل الهاتف الموجود في منزلك لتطلب أحد الأرقام. مع مرور الوقت واستخدام الهواتف المتنقلة أصبحنا نعتمد كثير عليها في تخزين ما نحتاج وعذرنا في ذلك أن نترك المجال للعقل البشري للتفكير في أمور أهم.
أعود مرة أخرى للحديث حول صلب المقال وما يمكن أن تقوم به خلال تواجدك في المركبة ذاتية القيادة. السيناريو الإيجابي يقول إن لديك الآن المزيد من الوقت الذي تم توفيره ويمكن أن تستفيد منه في إنهاء مهمات إضافية. وقد قدمت دراسة من شركة Ipsos بعض الإجابات على هذا السؤال من خلال سؤال 130،000 من مالكي السيارات في تسع دول عما سيفعلونه بالوقت الإضافي الذي تسمح به لهم السيارة المستقلة تمامًا.
في المتوسط فإن المعدل الذي يقضيه السائقين في قيادة المركبات خلال اليوم الواحد هو قرابة الساعة. والغريب أن معظم الإجابات سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا أو آسيا أشارت إلى أن الحال سيستمر كما هو عليه في قضاء جزء كبير من هذا الوقت في الانتباه للطرقات. يأتي بعد ذلك في المرتبة الثانية التواصل عبر الهاتف وإنهاء مهات العمل عبر رسائل البريد الإلكتروني بما يعادل 17 دقيقة من مجموع الساعة التي يقضونها حاليا في قيادة المركبات. تقل النسبة بعد ذلك للأشخاص الذين يفضلون الراحة أو النوم خلال هذه الساعة. ومع أن النسبة الأقل على الإطلاق جاءت للتسوق الالكتروني عبر الهواتف، لكنني مقتنع أن التجربة الحقيقية هي المحك وهذه النسب لا يمكن ا ن تعكس الواقع الذي نعيشه بعد سنوات قلائل لا سيما وأن الهاتف النقال وطريقة استخدامه لابد وأنها ستطور بالتوازي مع التطور في صناعة المركبات. وهنا أنهي مقالي بتحويل السؤال لكم أعزائي القراء وما هي الوسائل الأخرى التي تعتقدون أنكم يمكن أن تستفيدوا منها خلال ركوبكم في مركبة ذاتية القيادة؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال