التأمين هو الحل

التأمين مع شركات التأمين الخاصة هو الحل .. عبارة تتردد كثيرا في المجالس العامة في الفترة الأخيرة وخلط هذا الحل مع حراك الخصخصة في القطاع الصحي.

لا شك بأن الدفع مقابل تقديم الخدمة الصحية مرتبط تقنيا واستراتيجيا بموضوع خصخصة الخدمات الصحية و لكن ليس هو الأساس و لب الخصخصة. ما يحدث الأن هو فصل مزود الخدمه و خصخصة تقديم الخدمات و بالمقابل صنع هوية جديدة للدفع مقابل الخدمة و خصخصة عمليات إدارة الدفع مقابل تقديم الخدمات الصحية والطبية …

المسألة معقده بشكل أكبر من مجرد اختيار آلية واحدة للدفع تصلح لكل أنواع الخدمات الطبية و المشاريع الصحية, و التأمين الخاص بشكله الحالي من خلال الدفع مقابل الخدمة المقدمه هو مجرد آلية و مستوى من التغطية قد لا يتلآم في الفتره الحالية إلا مع استمراره لبيع بوليصات التأمين الخاصه بالأجانب و موظفي الشركات الخاصة لعدم وجود بنية تحتيه كافية على مستوى الأنظمة أو البيانات لتحمل مخاطر التأمين الخاص الذي قد يرفع تكلفة الخدمات الصحية على النظام الصحي عامة بشكل متسارع و يضر بالجودة لو لم يكن هناك عمل كافي لتهيئة البيئة اللازمة  لتقديم الخدمة لإستيعاب التأمين الخاص.

وعموما, تختلف متطلبات و آليات أشكال الدفع مقابل الخدمه على حسب نوعية الخدمة و نوعية المشروع الصحي. وبشكل مختصر هذه بعض أشكال و آليات الدفع مقابل الخدمه في القطاع الصحي:

-الدفع مقابل ميزانية سنوية وهو وضع ميزانية سنوية تشمل الرواتب و المصاريف الرئيسية و يعمل مقدم الخدمة على إدارة مصاريفه من خلال هذه الميزانية بمقابل تقديم خدمات صحية وغالبا ما يتم دفع هذه الميزانية بشكل سنوي. وتختلف الميزانية على حسب عدد الأسرة ونوعية الخدمات المقدمة و في أغلب الأحيان يتم تطبيق هذا النظام في المستشفيات العامه مع إمكانية تقديمه من خلال المنشآت الأخرى .

-الدفع بمقابل عدد المستفيدين و تعتمد على الدفع بمقابل تحديد خدمات طبية لعدد معين من المستفيدين و تدفع بشكل شهري أو سنوي على حسب المستفيدين و بخطط علاجية محدده مسبقا وغالبا تستخدم هذه الآلية مع الرعاية الأولية و العيادات الخارجية وهناك بعض الإمثلة على تطبيقه في بعض المستشفيات.

-الأجر اليومي أو الأسبوعي وهو أن تقدم خدمات محدده مسبقا و يتم الدفع على حسب عدد الأيام أو الأسابيع التي قضاها المريض أو المستفيد من الخدمه وغالبا ما يتم استخدام هذه الآلية مع مراكز التأهيل و الرعاية طويلة الأجل ولكنها ليست حصريه على هذا النوع من الخدمات.

-الدفع مقابل الخدمة وهو الغالب مع التأمين الخاص وبرامج شراء الخدمة بحيث تتم الفوترة لكل خدمة يتم تقديمها للجهات الراعية للخدمة وهذه الآلية يمكن أن تستخدم  في أي نوع من المنشآت الصحية وعلى كل المستويات.

-الدفع مقابل حزمة خدمات يتم تحديدها مسبقا مثل حزمة الأمراض المزمنه أو حزمة الحمل الطبيعي.

وهناك أِشكال أخرى للدفع مقابل توفير الخدمات مثل الدفع مقابل التكلفة العامة أو الدفع مقابل نسبة من التكلفة التشغيلية أو الدفع بمقابل نتائج وقيمة الرعاية المقدمة وغيرها من الآليات والطرق التي من الممكن استخدامها.

و تتم إدارة أي من هذه الآليات والطرق سواء من خلال القطاع الحكومي أو شبه الجكومي مباشرة ومن أمثلة ذلك برنامج شراء الخدمة من خلال نظام إحالتي في وزارة الصحة  أو تقديمها من خلال شركات في القطاع الخاص مثل تعيين شركة بوبا لإدارة المطالبات المالية لصندوق علاج موظفين شركة أرامكو وبعضها من الممكن توفيرها من خلال التأمين الخاص مباشرة مثل دفع مقابل بوليصة التأمين لموظفي شركة الكهرباء السعودية.

وفي كل الحالات من الصعب أن يكون هناك نظام واحد يسري  على كل المشاريع الصحيه و الخدمات الطبية. فنوع المحفزات و آلية  و طريقة الدفع تختلف في الرعاية الأولية عن المستشفيات و يختلفان مثلا عن الطب المنزلي و مستشفيات إعادة التأهيل.

وهي في النهاية آليات يتم من خلالها توزيع المخاطر بين الدافع للخدمه ومقدم الخدمه تزيد و تنقص على حسب عوامل كثيرة يتم أخذها بالحسبان…ولعل المساحة لا تكفي للحديث بشكل أكثر ولكن المغزى من المقال وبشكل مختصر أن الموضوع معقد ولا تنطبق عليه قاعدة 1+1=2.