الذراع الدولي للشركة السعودية للكهرباء

كان فيما مضي من الزمان. تعاون وثيق بين المؤسسة العامة للكهرباء و الشركة الوطنية للكهرباء بالباكستان. و لقد إستفادت المؤسسة العامة للكهرباء في ذلك الوقت من خبرة الشركة الباكستانية في مشاريع خطوط النقل للضغط العالي و المتوسط. و كان هناك تبادل للخبرات إستفاد منه كلا الطرفين. 

و كان هناك تعاون وثيق بين الشركة الموحدة للكهرباء في المنطقة الغربية و شركة كهرباء تونس. و كانت شركة كهرباء الغربية تتعاون مع شركة كهرباء تونس في مشاريعهم في تونس في تحضير المناقصات و في تقييم العروض بعد إستقبالها. كما كانت تستقبل بعض موظفي شركة كهرباء تونس للتدريب و العمل في شركة كهرباء الغربية. و كان هناك زيارات رسمية سنوية بين الشركتين تجسد دور المملكة الفاعل في الأمة العربية في العديد من المجالات من ضمنها مجال الطاقة الكهربائية.

أحسب أن هذا التعاون قد انتهي بإلغاء المؤسسة العامة للكهرباء و دمج الشركة الموحدة للكهرباء في المنطقة الغربية مع شقيقاتها و إنشاء الشركة السعودية للكهرباء في أبريل سنة 2000م.

و تعتبر تجربة المملكة منذ السبعينات تجربة فريدة من نوعها. فمن أجل التنمية في مختلف القطاعات. قامت مختلف الجهات الرسمية و غير الرسمية بالتعامل مع مختلف دول العالم. و مختلف الثقافات. و مختلف العلوم و التقنيات. و عدد لا حصر له من شركات العالم. و لذلك فقد تراكمت لدينا خبرات طويلة و متميزة كان وراء معظمها الكوادر الوطنية من أبناء هذا البلد. و قطاع الكهرباء لا يختلف عن بقية القطاعات.

و اليوم. و المملكة تسير نحو تعديل مسارها الإقتصادي. بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و ولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله. يرى المراقب المملكة و هي تسير بخطوات واثقة نحو العالمية ليصبح لها مكان متميز بين الدول المؤثرة في إقتصاديات العالم في المجالات خارج صناعة البترول و الغاز الطبيعي.

أتساءل! لماذا لا تُنشئ الشركة السعودية للكهرباء ذراعا دوليا يُعنى بتقديم خدماته الإستشارية كالخدمات الهندسية و المشتروات و تقنية المعلومات لمشاريع الكهرباء في الدول المجاورة و دول شمال أفريقيا و غيرها من الدول. و الشركة السعودية للكهرباء لديها. بلا شك. الكوادر الوطنية المؤهلة و التي لديها خبرات عالمية واسعة في مجال عملها.

لماذا لا تقوم الشركة السعودية للكهرباء بالتعاون مع صندوق الإستثمارات العامة و شركة أرامكو السعودية بالدخول في مناقصات مشاريع الكهرباء الخاصة (IPP). و تمتلك مشاريع الكهرباء في مختلف دول العالم العربي و الإسلامي كمرحلة أولى. و بإستطاعتها أيضا فتح أسواق جديدة للصناعات السعودية كالكابلات و العوازل و أبراج الضغط العالي و محولات الضغط المنخفض و التي تواجه إنخفاضا في مبيعاتها بعد إكتمال منظومة الكهرباء في المملكة و أصبحت تتنافس في الداخل علي المشاريع التوسعية بعد إنتهاء مرحلة البناء.

إن نجاح تجربة شركة أرامكو السعودية في فتح أسواق جديدة لها على هيئة شراكات دولية في مجالات مصافي البترول و غيرها. و طموحات القيادة السعودية التي تعبر عنها رؤية 2030 بوضوح. تدعونا لدعم هذا التوجه و التفكير جديا في إنشاء ذراع دولي للشركة السعودية للكهرباء تقدم فيها خلاصة خبرتها التي تم بناؤها عبر العقود الماضية.