الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتجه أنظار مشجعي كرة القدم إلى مونديال روسيا في 14 يونيو المقبل، ومن المتوقع أن يجذب هذا الحدث (3.35 مليون) زائر و(3.6 بليون) مشاهد من خلف الشاشات من أكثر من 200 دولة حول العالم، كما تتجه أنظار الاقتصاديين إلى الأرباح المتوقعة من هذا الحدث العالمي مقارنة بحجم التكاليف.
فمونديال كوريا واليابان 2002 حقق (1.2 بليون) دولار إيرادات، ومونديال ألمانيا 2006 حقق (3.2 بليون) دولار، ومونديال جنوب أفريقيا 2010 حقق (3.36 بليون) دولار، ومونديال البرازيل 2014 حقق (4.8 بليون) دولار، ومونديال روسيا 2018 من المتوقع أن يحقق (6.4 بليون) دولار إيرادات .
بالنسبة للتكاليف المرتبطة بتنظيم فعالية من هذا الحجم، فهي تعتمد على عدة عوامل منها: البنية الرياضية (والسياحية) التحتية المتوفرة، وكفاءة التخطيط، والتشغيل بالتنسيق مع FIFA. بجانب أن دور الخصخصة في جميع ماسبق (استثنائي) ليس فقط على مستوى البنية الرياضية المتوفرة في الأندية والجامعات والأكاديميات، ولكن أيضاً على مستوى خلق (اندماجات- موسمية) بين الجهات والهيئات والمؤسسات ذات العلاقة (حكومية كانت أو خاصة) للرقي بالخدمات والمنتجات المقدمة.
فدولة مثل ألمانيا في مونديال 2006 أجادت في كفاءة التخطيط والتحضير للحدث وساعدتها بنيتها الرياضية والسياحية التحتية التي من السهل رؤيتها في جامعاتها الحكومية وأنديتها العملاقة، عطفاً على قطاعهاالرياضي المتخصب ببذور الخصخصة.
والنتيجة أنها -ألمانيا- حققت إيرادات تعادل (3.2 بليون) دولار مقابل (3.7 بليون) تكاليف تحضيراً وإعداداً.بالمقارنة، البرازيل حققت إيرادات تعادل (4.8 بليون) دولار من تنظيم كأس العالم الأخير ولكن التكاليف الإجمالية للتحضير تعادل (15 بليون) دولار! بالنسبة لمونديال 2018 ، فإن الإيرادات المتوقعة (6.4 بليون) والتكاليف قد تعادل (10 أضعاف) هذا الرقم ؟، ولكن من المتوقع أن مونديال 2022 سوف يحلق في التكاليف إلى سقف يتجاوز معه الجدوى الاقتصادية من التنظيم لعدم توافر عوامل اقتصاديات الحجم والسعة.!
هنا يتبادر السؤال الأهم لكل اقتصادي مهتم بالشأن الرياضي السعودي، كم سوف تكون تكاليف التحضير لكأس العالم في حال أقيم في المملكة؟ فمن حقنا أن نطمح لا أن (نحلم) بوجود سمو سيدي ولي العهد وبمتابعة مولاي خادم الحرمين الشريفين، لأن الاجابة على هكذا تساؤل لها شق ( تراكمي) مهم يختص بالبنية الرياضية المتوفرة في المدارس، الأكاديميات، الجامعات، الأندية، والهياكل التنظيمية
الموضوعة لها، وأنظمة الحوكمة المختصة بها، والكفاءة التشغيلية المستدامة على جميع الأصعدة..إلخ
وبلا شك، ستكون نتائج المنتخبات المشاركة في كأس العالم (عاكسة) لتخطيط وكفاءة اقتصاداتها الرياضية ، وأفضل شاهد هي نتائج نوادي ومنتخبات أسبانيا على مختلف الأعمار خلال العقد الأخير من الزمن، (لمن أراد التقصي)، وآخرها بالأمس القريب وذلك بتتويج فريق ريال مدريد (بذات الأذنين). وهنا يكمن أحد عوامل الخوف الذي ينتاب مشجعي المنتخب السعودي، ولكن مجهودات معالي الاستاذ تركي ال الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة المبذولة، بإذن الله، ستقلل من نسبة المخاطر. وتبقى جهود واجتهادات فارسنا الشجاع أبو ناصر تحتاج للكثير من الوقت لكي تثمر، والمساندة من مسؤولي الأندية وذوي الاختصاص بالشأن الرياضي، وأيضاً الدعم من المستثمرين (الفطنين) للرقي بصرح رياضتنا السعودية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال