الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اعلنت مؤسسة النقد العربي السعودي أنه ابتداءً من 9/9/1439ه الموافق 24/5/2018م سوف يتم إحلال الريال المعدني محل الريال الورقي مع الاستمرار في تداول الريال الورقي من الإصدارات السابقة حتى يتم سحبه من التداول وفق خطة زمنية معدة لذلك.
ويأتي ذلك تماشيا مع استخدام العملة المعدنية في كثير من دول العالم المتقدمة في أنظمتها المالية والنقدية، ويعد استخدامها من الممارسات المعتادة، وهي تمثل أجزاء صغيرة من العملة، و تستخدم لجبر التعامل في المعاملات الكسرية في البيع او لتحصيل الضرائب، كما أنها تصنع من مواد رخيصة وقيمتها السوقية أعلى من المادة المصنوعة منها، لذا عمرها أطول وأكثر بقاء وأقل تكلفة من العملات الورقية.
ويساعد احلال الريال المعدني محل الريال الورقي في تحقيق عدد من الاثار الايجابية على مستوى الفرد والاقتصاد الكلي، ويتم تداول فئات العملات الصغيرة بشكل أكبر من فئة العملات الأعلى لذا يفضل أن تكون عملة معدنية لتبقى فترة أطول في الأسواق قبل عودتها للبنك المركزي للتجديد، و يقلل سك النقد المعدني من فاتورة تكاليف النقود النظيفة، وكذلك يقلل من نقل الامراض بعكس الاوراق النقدية المصنوعة من قطن وخلائط معدنية ومواد خاصة، وايضًا سوف يؤدي احلال الريال المعدني محل الريال الورقي إلى استخدامه في تسديد بعض الخدمات ومنها المواقف التي ستفرض عليها بعض الرسوم.
كما يجدر بنا ذكر بعض السلبيات الخاصة بالنقود المعدنية وهي صعوبة حملها وتخزينها بالإضافة إلى صعوبة إيداعها في البنوك التجارية إلا أن مؤسسة النقد العربي السعودي عملت على حل هذه المشاكل وذلك بتأمين الآلات التي تكفل سهولة وسلاسة تداول العملة المعدنية، وإعادة تدويرها مثل آلات العد والفرز، وآلات القبول، وآلات التغليف وغيرها من آلات العملة المعدنية، كما دأبت المؤسسة على حثّ جميع البنوك التجارية على تهيئة البنية التحتية لتفعيل تداول العملة المعدنية وذلك بتوفير آلات الفحص والعد عالية السرعة في فروعها ومراكز النقد التابعة لها، وتوفير آلات قبول إيداع العملة المعدنية بحيث يمكن لعملاء البنوك إيداع العملة المعدنية مباشرة في حساباتهم شأنها في ذلك شأن العملة الورقية.
ويرى العديد من الاقتصاديين أن إحلال الريال المعدني محل الريال الورقي له العديد من الاسباب وهي :
1- السبب الأول الذي ادى لإحلال الريال المعدني محل الريال الورقي هو أن وجوده في التداول تسبب في عدم رواج الريال المعدني، ورفضه من قبل المتداولين، وهذا السبب أدى إلى عدم حرص أصحاب المحلات التجارية على توفير العملات المعدنية، مما ساهم في ظهور سلع بديلة حلت محل العملة المعدنية، وأدى إلى شيوع ممارسات سلبية ساهمت في رفض العملة المعدنية.
2- واهم الاسباب هي أن تداول الاوراق النقدية من فئة الريال الورقي تشكل 49% من حجم النقد المتداول، بسبب عدم دخوله في دورة النقد الطبيعية، و لانتقاله بين المتداولين ولفترات طويلة تصل فيها الورقة النقدية إلى مستوى متدنّ من الجودة.
3- بالإضافة إلى أن متوسط العمر الافتراضي للعملة المعدنية يُقدر بين عشرين إلى خمسٍ وعشرين سنة، مقارنةً بالعمر الافتراضي للعملة الورقية الذي يُقدر بين اثني عشر أو ثمانية عشر شهرًا حسب ظروف تداولها.
4- وسهولة إعادة تدوير العملة المعدنية، فنقلها وحفظها أسهل بكثير من العملة الورقية، فضلاً عن انخفاض المخاطر الصحية لطبيعة المادة المصنوعة منها العملة المعدنية مقارنة بالعملة الورقية.
وعلى هذا يعد إحلال الريال المعدني محل الريال الورقي خطوة جيدة في الاقتصاد السعودي وتماشيًا مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتطوير وكفاءة الجهاز النقدي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال