الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ونحن على أعتاب المونديال، تتجة أنظار المسيرين للأندية العالمية حول اكتشاف نجوم جدد في منتخبات مغمورة قادرة على جذب الملايين، وربما المليارات لأنديتها الرياضية. على الرغم أن الأندية تحقق الكثير من عوائدها من خلال : 1- حقوق البث، 2- حقوق الرعاية، 3- ومن ثم من مبيعات التذاكر، إلا أن العائد من الاستثمار من (اللاعب) كمتوسط يعادل 60٪ حسب احصائيات آخر خمس سنوات في الأندية الأوروبية، مع وجود الكثير من الاستثناءات.
فعلى سبيل المثال، اللاعب البرازيلي نيمار، كان يقيم بمبلغ مليون يورو في 2009، وقام بشرائه فريق برشلونة بمبلغ (57 مليون يورو) في 2013، و باعه لنادي باريس سان جيرمان بمبلغ (222 مليون يورو)، أي مايعادل 400٪ تقريباً من حجم الاستثمار الأساسي من النادي الكتالوني. (كما لانغفل تأثير هذه العملية على تضخم بيع أسعار اللاعبين بين الأندية في 2017، والتي تسمى تأثير نيمار أو ما أميل إلى تسميتها ب “النيمارية” أو “تنمر الأسعار”).
وهذا يقودنا إلى ذكاء الأندية الايطالية، فالأسطورة (الراقصة) رونالدينيو اشتراه نادي ميلان الايطالي ب (21 مليون يورو)، واستطاع نفس النادي من خلال حسن صياغة العقد بخصوص حقوق الملكية، وحقوق التصوير والقمصان، أن يغطي نصف هذة التكلفة في خلال أسبوعين من مبيعات مايعادل (188,000 ألف) قميص بمتوسط سعر (65-70 يورو) للاعب كان قريباً من تاريخ انتهاء صلاحيته الرياضية.
فالأندية الأوروبية، مثل أسمائها التجارية، تجيد فن خلق قيم مالية عالية مقابل سلعها منخفضة التكاليف، لذلك تلجأ لحسن الاستثمار، في دائرة البحث عن جواهر كروية في أقصى المعمورة، وذلك لبيعها بأسعار غالية الثمن، ومن هنا نشأ فن خلق شبكات مستكشفين للنوادي الأوروبية بداية على يد العملاق (آرسين وينقر)، المدرب الوحيد الذي جمع مابين العلوم التدريبية وشهادة الماجستير بالاقتصاد والنتيجة كانت صنع الفريق (الذي لم يهزم بالدوري) في موسم 2003- 2004 وذلك بتكلفة تعادل (44.7 مليون جنيه استرليني)، بالمقابل الفريق الوحيد الذي قارب على تحقيق نفس الانجاز في هذا العام هو مان سيتي والذي قارب تكلفته المليار جنيه سترليني!
إضافة إلى ذلك، أن المسيرين للأندية العالمية، خصوصاً في انكلترا، أصبحو أكثر ذكاء في إدارة استثماراتهم بخصوص اللاعبين، فهم يعون تشكيل حقوق البث التلفزيوني “العائد الأول” ، أو مايعادل (48.8% ) من دخل الاندية الرياضية في أوروبا. لذلك نجد أن بعض الأندية الانجليزية (بدون تحديد أسماء)، تتجه لاستقطاب لاعبين من دول معروفة بالكثافة السكانية، لكسب حقوق بث، ورعاية أكبر لبيع قمصانها، وليس بسبب مستوى اللاعبين المستقطبين .
لذلك نتسائل كجمهور رياضي سعودي، ونحن على مشارف بداية مونديال روسيا، كم من لاعب سعودي سوف يلفت أنظار الأندية العالمية ويحقق عوائد استثمار مجدية لناديه (الذكي)؟ أو أنه سوف يستقطب من نادي عالمي يبحث عن توسيع شعبيته في المملكة لتحقيق عوائد استثمارية. بجانب أن المونديال سوف يكون فرصة للكشف عن اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي الذين سوف يكون حسن استكشافهم له عائد استثماري ( تخضر بسببه العيون) !
ومن حقنا أن نطرح هذه التساؤلات أعلاه، خصوصاً بعد مكرمة سمو سيدي ولي العهد بتسديد جميع ديون الأندية الرياضية التي كان لشراء اللاعبين نصيب الأسد منها؟ بجانب، ماهي شبكات اكتشاف اللاعبين المفعلة من الأندية السعودية (عالمياً) و(محلياً) متضمنة مساهمات الأندية في الأنشطة الكروية المدرسية، وأنشطة الأحياء والمناطق، ولماذا أنديتنا (لازالت) دائمة اللجوء (للاستيراد) بهذا الخصوص؟ وأيضاً، كم حققت الأندية من عوائد استثمار في اللاعبين مقابل الأسعار المدفوعة في اللاعب السعودي أو الأجنبي ؟
وهذا يقودنا إلى معرفة احترافية إدارات الأندية السعودية في خلق شبكات الكشف عن اللاعبين وفي صياغة عقودها الاستثمارية الخاصة بشرائهم لتحقيق أعلى عوائد بث ورعاية وحقوق ملكية. كذلك، هل أجاد رؤساء الأندية باستقطاب لاعبين يملكون القدرة على تحسين أرباح نواديهم؟، أم هي فقط تكاليف تدفع مقابل المتعة الرياضية بصفة “المقامرة الشرعية” الغير مدروسة والتي تسقط تحت بند (التجارة ربح وخسارة)، بغرض الفوز بالدوري فقط!
اعتقد أنه مع مكرمة سمو سيدي ولي العهد بتسديد ديون الاندية، يتطلب من رؤساء هذه الأندية الانتقال من مفهوم الرياضة الريعية إلى مستوى إدارة شركات مربحة، وهنا سوف تتساقط الكثير من الشهب (التي كان يعتقد أنها نجوم) بفعل جاذبية الاستثمار الرياضي المقنن الذي يحمي خزائن الأندية من العبث، وخير شاهد سوف يكون المونديال الروسي الذي لن يرحم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال