الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إذا كانت (الروبوتات) ذكية جدا فلماذا لا يمكن لها أن تنافس البشر في لعبة مثل كرة القدم؟ هذا التساؤل ما هو إلا عنوان مررت به على الشبكة العنكبوتية وأنا أستعد لكتابة هذا المقال. والحقيقة أنه دفعني للتفكير في جوانب طالما كانت حديث المجالس مؤخراَ، كالتأثير المباشر للتطور التقني وصناعة الآلة على وظائف البشر. فإذا كانت هذه الآلة قد استطاعت أن تقوم مقام الإنسان في كثير من المجالات، إلا أنها حتى اليوم مازالت غير قادرة على القيام بمهمات تتطلب التفاعل بشكل مباشر مثل التواجد على أرض الملعب لمدة تسعين دقيقة ومنافسة البشر في هذا المجال.
في سياق متصل وحيث تبدأ منافسات كأس العالم بعد أيام في روسيا فقد تبادر إلى ذهني أن يكون المقال لهذا الأسبوع مخصصاَ للحديث حول الأثر الاقتصادي لهذا الحدث، لا سيما وأنه بمثابة أحد المناسبات القليلة التي تتجه فيها أبصار الجميع حول العالم إلى نفس المكان وهذا بدوره يشكل دافعاَ للاستفادة منه قدر المستطاع.
المتابع للكثير من التحليلات في هذا السياق، يجد أنه قد بات من المسلمات في نظر الكثير من المختصين أن الاستثمار في مناسبات كهذه يعزز الاقتصاد من حيث البنية التحتية والبيئة وغيرها. ولكن في الحقيقة أن الكثير منها يستفاد منه لفترة محدودة فقط وهذا يطرح تساؤل لدى فئة أخرى تدعو إلى توجيه هذه الاستثمارات نحو برامج ذات عوائد أكثر جاذبية، لا سيما وأن الاستثمار البنية التحتية في الغالب يكون مصحوباَ بكلفة عالية في البناء والتشغيل والصيانة ومن المهم وضع تصور واضح دائما للاستفادة من هذه الاستثمارات.
وفي نظري أن كأس العالم يمكن أن يشكل رسالة لجذب الأنظار إلى الصناعة بشكل عام في الدول المستضيفة وخططها الاستراتيجية في مجال الرياضة ككل. لذلك فهو جزء من عمل متكامل لا يمكن أن ينجح فيه أحد النشاطات إن كان يعمل بشكل مستقل عن الآخر. وهو بحاجة للتناغم بين مصادر الدخل كالتنظيم والرعاية واتفاقيات الترخيص وحقوق البث.
سمعنا عن قصص تشير إلى أن جزء من الملعب الأكثر كلفة بالبرازيل تحول لمواقف للسيارات وإحصاءات تشير إلى أن زوار المتحف البريطاني في الدورة الأولمبية تراجع في الشهر الذي أقيمت فيه الدورة الأولمبية. ربما يكون ذلك بسبب التخوف من حالات الازدحام والاكتظاظ. وما حدث في جنوب إفريقيا من إخلاء مناطق سكنية مأهولة في المناطق القريبة من مواقع البطولة لتحسين الصورة العامة والمساهمة في انسيابية حركة المرور يطرح تساؤل لدى بعض الخبراء عن التأثير الذي يمكن لمسه بعد الحدث وإن كان مستداماَ.
وخلاصة القول إن هذه المناسبة فرصة للدول المنظمة كما هي للدول المشاركة أيضا، وبدورنا نقف جميعاَ لنؤازر منتخبنا السعودي في مناسبة كهذه، ونسعد جدا حين نسمع مثلا عن مبادرة من كالتي أطلقها الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان (الإمارات معاك يالأخضر) لدعم المنتخب السعودي. شعور رائع وروح طيبة من قبل الجميع نسأل الله أن تتكلل بالنجاح لمنتخبنا ولجميع المنتخبات العربية المشاركة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال