الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
صيفنا طويل وحار جدا، والإجازة الصيفية طويلة بطول الصيف، ومعظم بلادنا صحراوية (لهيب)، والمناطق الباردة المغرية للسياحة الداخلية ينقصها الكثير مما يحتاجه أهالي تلك المناطق ، فضلا عن السياح الذي يفدون إليها كل صيف هربا من الحر .
وأهم ما ينقص تلك المناطق السياحية السكن المناسب ، فالنقص كبير جدا ، فعدد الغرف على مستوى المملكة 544,519 غرفة فقط من كافة أشكال الوحدات السكنية ، وحين نستبعد الغرف في مكة والمدينة والرياض وجدة والظهران ، وبقية المدن ، ماذا يبقى للمناطق السياحية ، خصوصا منطقة الباحة ، وعسير بإستثناء أبها .
ونوعيةالوحدات السكنية المناسبة تزيد من صعوبة ومشاكل السياحة ، فهي إما غير ملائمة للسكن ، وقد وجدت ذلك السوء في الوحدات سكنية حتى في العاصمة الرياض وفي أرقى أحيائها ، أو أن يكن من درجة تصنيف منخفضة لا تناسب بعض الشخصيات والأسر . أما أكبر مشاكل السكن في المناطق السياحية فهي الأجرة العالية التي لاتتناسب مع نوعية السكن ، ولا يستطيعها الكثيرون ، والسبب في ذلك قلة الوحدات السكنية .
محدودية المواقع السياحية المجهزة في تلك المناطق من المشاكل الكبيرة التي تعيق السياحة الداخلية ، وليس المشكلة في عدم وجود مواقع سياحية مناسبة ، ورائعة ، المشكلة في عدم تهيئة تلك المواقع بالخدمات الضرورية لتناسب السياح ، لذلك تعاني المواقع المجهزة من كثافة السياحة والإزدحام الشديد ، والإستنزاف السنوي لها، فدخول منطقة السودة في أبها والخروج منها معاناة يومية طوال الإجازة الصيفية وذلك حال كل المواقع السياحية في جميع المناطق الباردة .
كما تعاني معظم المناطق السياحية من مشاكل المواصلات الداخلية فهي محدود جدا ، وضيقة ، وذلك يسبب الكثير من العناء أثناء التنقل داخل أي مدينة سياحية ، ولا توجد مواصلات عامة تخفف من ذلك العناء على الأقل في وقت الذورة ، ونشهد طوال فترة الصيف حوادث شنيعة ، ومن أسباب تلك الحوادث هندسة الطرق وصيانتها.
من المشاكل الجوهرية التي تؤثر سلبا على السياحة الداخلية في المناطق الباردة ، ضعف قطاع الاتصالات في تلك المناطق ، فشبكة الاتصالات لجميع مزودي الخدمة ضعيفة جدا ، ولا تتجاوز المناطق المركزية في كل مدينة ، وعند الإبتعاد قليل عن أي مدينة تضعف الشبكة وربما تنقطع وشبكة الإنترنت تكاد تكون بلا فائدة في تلك المناطق في فصل الصيف لشدة الضغط عليها .
وعدم الإهتمام بالبلدات الصغيرة ، والقرى التي يمكن أن تكون رافدا سياحيا مهما لتلك المناطق السياحية ، أخرج مساحات كبيرة كان بالإمكان الإستفادة منها ، بل إن البعض سوف يفضلها إن تم تجهيزها بما يخدم السياحة .
والخدمات الصحية لمحدوديتها تعاني كثيرا جدا طوال فصل الصيف من الضغط الشديد عليها ، وهي مع ذلك لا تكاد تقدم أكثر من بعض الخدمات الإسعافية الضرورية ، والنقص فيها كبير حتى على سكان تلك المناطق . وقد شهدت حالات إعياء لبعض أطباء مستشفي في منطقة سياحية للجهد الكبير الذي قاموا به طوال فصل الصيف ، ولايقدم لتلك المستشفيات أي دعم إضافي من الوزارة ، كما يحدث لمستشفيات مكة والمدنية في موسمي الحج والعمرة .
ما ذكرته يمثل الجوانب الأساسية للحياة ، ولن تقوم السياحة بدونها والنقص في الجوانب الأخرى كبير ، منها الجوانب الترفيهية والثقافية ، والخدمية المتعلقة بالسياحة ، فإذا إستثنينا سوق عكاظ الذي اصبح يقام صيفا ، ما أكسبه وهجا وزاد الطائف جمالا ، فلايوجد أي فعالية أخرى ذات قيمة طوال الصيف في كامل المناطق السياحية الباردة .
اعتقد أنه لا توجد استراتيجية لتنمية السياحة الصيفية في المناطق الباردة في المملكة ، ويتحمل غياب تلك الاستراتيجية إمارات المناطق أولا ، ثم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المسؤولة الأولى عن السياحة في المملكة . وليس من المقبول أن تظل السياحة الصيفية في المناطق الباردة تعاني رغم ما تشهده المملكة من تقدم في كافة المجالات السياحية والترفيهية في ظل رؤية 2030.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال