الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يقضي معظمنا ساعات طوال على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ويستنفذون الكثير من الجهد والوقت والمال في سبيل ذلك ، والكثيرين منهم وصلوا لمرحلة الادمان ، وفقدان السيطرة على النفس والوقت جراء الانسياق خلف هذه المواقع ايمانا منهم بأنها قادرة على تخفيف حدة التوتر وضغط المسئوليات في حياتهم ، ولأنها تتيح لهم منصات مفتوحه للحديث والحوار والتساؤل والنقاش بعيدا عن اي تحفظات اجتماعية ..
ويعتقد هؤلاء ان هذه الوسائل هي خطوط تواصل مفتوحه مع اهلهم وذويهم واصدقائهم وانها تساعدهم على تعزيز التواصل وتوثيق عرى العلاقات بعيدا عن تعقيدات اللقاءات المباشرة والحضور الفعلي .
وأنها متاحه في كل زمان ومكان وذلك بلا شك يتيح لهم حرية التواصل وفق اوقاتهم والتزاماتهم اليومية وتمنحهم نوع من السعادة والبهجة ونسيان واقعهم وإلهاء عواطفهم واشباع احتياجاتهم النفسية.
ويسعى القائمون عليها لزرع هذا الاعتقاد بشكل او بآخر، فهدفهم اولا واخيرا هو تحقيق مكاسب مادية عبر رفع القيمة السوقية لوسيلتهم التواصليه هذه بغض النظر عن الاثار الاجتماعية والنفسية، فالهدف الاول لهم هو اقتصادي بحت.
وأشدد على ثقتهم بها ذلك انها تفتح لكل منهم نافذه للحديث والحوار والتنفيس عن الذات وطرح الافكار والتوجهات والاراء بدون قيد أو شرط ، ولا يختلف اثنان على ان هذه المواقع تتيح لكل انسان ان يظهر مكنونات نفسه من عقد او احقاد او ارهاصات والامر ذاته لمن يشعر بالبهجة او يحمل توجهات فكرية سليمه ..
ويثير علماء النفس المخاوف حول مدى التاثير النفسي للكم الهائل من الصور، والمعلومات، ومقاطع الفيديو على الصحة العقلية والذهنية والجسدية . وان هذا الادمان لمواقع التواصل الاجتماعي يعمل على تمزيق المجتمع بشكل تدريجي وغير مباشر .
وتشير الدراسات الى ان اكثر من 400 مليون شخص حول العالم يعانون من ظاهرة ادمان وسائل التواصل الاجتماعي ويصنف العلماء هذا الادمان بأنه اخطر من ادمان المخدرات والكحول .
ولعلي من خلال هذه المقالة أثير تساؤلا مهما حول ابرز علامات ومؤشرات الادمان لمواقع التواصل الاجتماعي ، وبالقراءة حول هذا الموضوع واستقراء الواقع المحيط أوجزتها فيما يلي :
1- الانسحاب المجتمعي والابتعاد عن التفاعل الاجتماعي والاسري
2- افتقاد الحماس لبناء علاقات اجتماعية جديدة ، والتفريط بتهاون في العلاقات الاجتماعية السابقة
3- تجنب مواجهة الاشخاص والمجموعات بشكل مباشر
4- التقوقع والانفراد بالنفس لساعات طويلة والانزعاج من اي كسر لهذه العزلة
5- الخمول الجسدي والوهن العام والشكوى من ألم المفاصل والصداع الدائم
6- الشعور العام بالتوتر والتعب والاجهاد
7- العصبية والحدة والتوتر خصوصا عند حدوث اي فقد او خلل في الاجهزة او برامج التواصل
8- اضطرابات النوم وتفاقم عادة السهر والاستيقاظ المتأخر
9- تزايد حالات الخوف والقلق من احداث وهمية
10- العيش في دائرة الخيال والوهم اكثر من الواقع
11- التأثر القوي بما يقرأ ويشاهد ويسمع حتى وان كان غير صحيحا
12- التعلق بالشخصيات الموجودة في هذه المواقع ومتابعتها بشغف حتى وان كانت غير جديره بذلك
13- تبني عدد من الافكار او المنهجيات المتطرفة او السبية
14- الاحساس الدائم بالحنق والملل والتذمر من الواقع
15- الابتعاد عن الانشطة خصوصا الانشطة الرياضية والاجتماعية
فإذا وجدت لديك خمسة مظاهر من هذه العلامات فإنك تسير نحو الخطر ، توقف فورا وضع خطة ممنهجة ودقيقة للابتعاد عن هذا الادمان ، وانطلق لحياتك الاجتماعية ، وعد الى هواياتك وممارساتك اليومية ، وانا بدوري سبقتكم الى ذلك وعالجت نفسي بنفسي ، وعدت الى حيث ينتظرني كتابي واحباري وقصباتي ومكتبتي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال