الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما نشأت كرة القدم كانت مجرد هواية جماعية استقطبت الملايين عبر الزمن إلى أن احتاجت لكثير من التنظيم والفكر المؤسساتي، ومن هنا انطلق مفهوم الأندية ويليها المنتخبات، وسرعان ماتسابقت الأمور وأصبحت كرة القدم والكثير من الرياضات محط أنظار المستثمرين (لادراكهم) العوائد العالية التي تجنى من رياضة تتابع عالمياً!
الغريب في الأمر، ونحن نشاهد نتائج الفرق العربية في كأس العالم، لازال عامل الحظ والحلم الغير منطقي يسكن قلوب الجماهير، ومنتخباتهم تقارع دول (أحسنت) الاستثمار في رياضتها ولم تعتمد فقط على حجم (السكان) بل من خلال دراسة حالة الأجيال (أولاً). فأسبانيا، مثلاً، استخدمت (الاستراتيجية الخصبة) في الاستثمار بجيل التسعينات وهيأت الكثير من الأكاديميات في الأندية والمدارس، واستثمرت في البنية التحتية ومراكز تدريب المدربين، والنتيجة أن (77٪) من لاعبي الدوري الأسباني مهيئين لتمثيل المنتخب، وعلى العكس في انجلترا وبسبب المحترفين الأجانب (40 ٪) فقط من لاعبي الدوري الانجليزي قادرين على الانضمام للمنتخب.
والنتيجة هي استحواذ منتخب أسبانيا من خلال الجيل الذهبي من عام 2008 إلى 2012، على كأسي بطولة أبطال أوروبا وبطولة كأس العالم عام 2010. وأغلب مواليد هذا الجيل كانوا في بداية التسعينات والقليل من أوآخر الثمانينات. وهنالك مايعادل 16 أكاديمية احترافية في أسبانيا ولكن تبقى لماسيا متميزة وهي المصدرة لنواة الجيل الذهبي، لأن بها تم مزج التعليم بفلسفة (كرويف) للكرة الشاملة، وحسن الربط بين النشئ والفريق الأول.
أؤمن أن كلمة معالي أ. تركي آل الشيخ في محلها بخصوص أن الجيل الحالي للكرة السعودية (إمكانياته) ضعيفة، وللإضافة، أن جميع الأجيال التي توافدت بعد جيل أبطال آسيا لم تكن جيدة!. لذلك لابد أن نعي أن حجم العمل (أكبر)، ولابد من مراجعة سقف رواتب اللاعبين وضمان استحقاقهم بناء على المردود من الاستثمار بهم أو نتائجهم مع المنتخب، وكحد أعلى مساواتهم برواتب الجيل الذهبي مع الأخذ بالاعتبار( 3-2 ٪ ) كنسبة تضخم على العملة !
أجزم بأن الإنتماء إلى مدرسة كروية (محددة) لغرس بذور أساسيات كرة القدم في الجيل القادم (مهم جداً)، لتعميم الثقافة على المستوى المحلي بقيادة الأندية والجامعات والمدارس (المهيئة) في جميع مناطق المملكة للاستفادة من (ميزة) التعداد السكاني واتساع رقعة المملكة. بجانب أن الإبتعاث الرياضي الذي تطرق له معالي أ. تركي آل شيخ قد يصبح ذا قيمة نوعية أكبر للمتميزين في هذه الأكاديميات خلال فترات الصيف لطلاب المدارس، و الجامعات، ويكون الإبتعاث لحديثي التخرج من المرحلة الثانوية. لذلك التكامل مطلوب في مخطط من هذا الحجم من الجامعات عند عودة المبتعثين وانخراطهم بدراستهم الأكاديمية، والتي أثبتت التجربة الرياضية الأمريكية أهميتها لتأهيل الرياضيين لما بعد الإحتراف.
في اعتقادي أن الإتحاد الانجليزي يملك منهجية ممتازة للأكاديميات الرياضية ولابد من الاستفادة من تجربته حتى في إنشاء الأكاديميات التدريبية للمهتمين، فهنالك فرق كبير بين لاعب احترف كرة القدم ومدرب (ذكي) لم يمارس الكرة كمورينيو وآرسين….الخ. بالإضافة، أن كرة القدم لم تعد لعبة (عشوائية)، فقد أصبحت علم يدرس ولنا في(كريستيانو رونالدو) مثال مقارنه بالفنان (ميسي). ومن كرة القدم أشتقت الكثير من العلوم الرياضية الطبية، والتدريبية، والسيكولوجية، والغذائية، وهنا يكمن حسن التخطيط والتنظيم والتأسيس والاستثمار!
أمانينا كرياضيين، وعلى عكس نتائج المونديال، اقتربت أن تعانق النور مع رؤية سيدي سمو ولي العهد، وخطط معالي أ. تركي آل الشيخ واقعية لتأسيس جيل كروي متمكن في عام 2030 حال استفدنا من جميع الدروس وأخذنا الكثير من الاعتبارات ومنها الأربع محاور التي يرتكز عليها تطوير لاعب كرة القدم وهي: التكتيكي، التكنيكي، السيكولوجي، والغذائي التي من الواجب توافر كادر (تدريبي) يعي أبعادها العلمية في جميع الأكاديميات والمدارس الرياضية محلياً وعالمياً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال