الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بدأت على السطح هذه الأيام بوادر موجة من عمليات الاستحواذ والاندماج في عدد من القطاعات المختلفة، من ضمنها ماتم الإعلان عنه حتى الآن في القطاع المصرفي والصحي والتأمين والإسمنت.
ومن واقع الخبرة فإن هناك استحواذات واندماجات أكثر منها مما لم يتم الإعلان عنه بعد في ذات هذه القطاعات وقطاعات أخرى.
ومن الملاحظ امتداد قائمة الاندماج والاستحواذ في الشركات المدرجة بينما سابقاً كان يقتصر على الشركات الخاصة فقط، ويعرف من له اطلاع على القطاع المالي أن العاملين في المصرفية الاستثمارية خصوصاً في مجال الاندماجات والاستحواذات أصبحوا يتلقون طلبات أكثر من قدرتهم على القبول.
هذه المعلومات تدل على أن هناك موجة سيتم الإعلان عنها خلال 12 الى 18 شهر القادمة، وهو ما قد يعد طبيعيا في ظل التباطؤ الاقتصادي الحالي؛ لكن يتبادر إلى الذهن سؤال منطقي، لماذا لم يحصل ذلك في عام 2008؟! مع أننا مررنا بفترة تباطؤ اقتصادي مشابهة؟
للاجابة على هذا السؤال، في ذلك العام حصل تباطؤ اقتصادي لكن لم يكن هناك حركة استحواذات واندماجات في المنطقة؛ وذلك بسبب تنامي الإنفاق الحكومي في تلك الفترة لتخفيف آثار تباطؤ الاقتصاد العالمي على الاقتصاد المحلي.
نتيجة لذلك الإنفاق الكبير آنذاك لم يستمر التباطؤ الاقتصادي المحلي سوى أشهر معدودة، قبل أن يعاود النمو مرة اخرى بين عامي 2008 وعام 2014 وهي الفترة التي استطيع ان اقول انها تعتبر الأفضل في تاريخ المنطقة منذ عقود.
لكن بنهاية عام 2014 وبعد انخفاض أسعار النفط ، بدأ التباطؤ الاقتصادي يؤثر على كثير من القطاعات في ظل انخفاض الدعم الحكومي واستمرار التباطؤ الاقتصادي الذي يدخل في عامه الرابع .
أدى طول مدة التباطؤ الاقتصادي إلى نتيجتين :
١- وصول عدد غير قليل من الشركات الى قناعة بعدم قدرتها على الاستمرار في الوضع الحالي مما أجبرها على البحث عن شراكات استراتيجية .
٢- أصبحت توقعات ملاك الشركات أكثر عقلانية ومنطقية عند تقييم شركاتهم مقارنة بالسنوات السابقة
نتيجة لذلك بدأنا نشهد تزايد عمليات الاندماج والاستحواذ والتي من المتوقع أن تمتد قائمتها في الأشهر القليلة القادمة.
ماذا يعني هذا لعموم المستثمرين ؟! وكيف يستفيدون من هذه المعلومة؟
١- في العادة تتزامن حركة الاندماجات والاستحواذات من اقتراب الدورات الاقتصادية الصعبة على نهايتها وهذا لا يعني ان الاندماجات والاستحواذات قد وصلت الى ذروتها ولكن يعني أننا بدأنا بالاقتراب من نهاية التباطؤ الاقتصادي.
٢ – بعض أهم المستثمرين في العالم حققوا معظم ثرواتهم من البحث علي الشركات المعرضة للاستحواذ نظراً لمستوى تقييمها؛ لذلك الأوضاع التي نمر بها قد تصنع فرص مغرية جداً للاستثمار.
وبالطبع فهذا لا يعني أن الاستثمار في الشركات منخفضة التقييم هي ربح مضمون حيث انها بالغالب تتطلب خبرات ومهارات استثمارية عالية لتحديد الشركات التي قد تكون جاذبة للمستحوذين والشركات التي قد تواجه مصيراً مجهولاً.
٣ – سيؤدي تنامي فرص الاستحواذ إلى زيادة مضطردة في عدد الاستثمارات الأجنبية من المستحوذين الاستراتيجيين بالاضافة الى صناديق الملكية الخاصة.
في ظل التحسن المستمر في البيئة التنظيمية الصادرة عن هيئة السوق المالية أو وزارة التجارة أو الهيئة العامة للاستثمار ، فإن توقعات تنامي حركة الاندماجات والاستحواذات تبدو اليوم أقرب للواقعية من أي وقت مضى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال