الشك في القدرة على الاستمرار … شجاعة الإعلان

‘علنت احدى الشركات المساهمة في قطاع الاتصالات في سوقنا المالية شكها في قدرتها على الاستمرار، وهذه لاشك أول حادثة من نوعها في تاريخ سوقنا المالية، وقد لا تكون الأخيرة، و للشك في القدرة على الإستمرار اسباب كثيرة سأحاول تسليط الضوء على بعضها، ولكن قبل ذلك، لابد من الإشادة بمستوى الشفافية الذي يتميز به اعلان الشركة، فالصراحة مطلوبة مع المساهمين، ولا شك ان ما أعلنت عنه قمة الصراحة والشفافية. كما لا بد من الإشادة بما وصل لها سوقنا المالية من مستوى عميق للحوكمة وفي شركاتنا المساهمة كذلك، نعم ما زلنا نطمح للمزيد، ولكن لا بد من الاشادة بما تم تحقيقة من انجازات مهمة حتى هذه اللحظة.

يصعب ان لن يكن مستحيل على اي شركة الإستمرار في اعمالها اذا لم تجد التمويل الكافي للقيام بأعمالها، سواء كان مصدر التمويل القروض او المساهمين، كما ويصعب عليها ذلك في حالة كان المنتج الذي تعتمد عليه غير قابل للتسويق، لقدمه او لتقدم تقني معين طرأ او خلافه، كما ويصعب على اي شركة الإستمرار في حالة كانت المنافسة حادة والمنافسين عمالقة، كما ويستحيل على الشركة الإستمرار في حالة عدم القدرة على سداد ديونها وقروضها ومطلوباتها. ولربما اجتمعت الأسباب اعلاه فتزيد ( الطين بله). 

اجمالا ومهما كانت الأسباب لإعلان الشركة الشك في القدرة على الإستمرار، الا انها رسالة واضحة للمستثمرين والمضاربين بوجوب الحذر، كما انها رسالة للجمعية العمومية القادمة ان عليهم اتخاذ القرار الصائب. الشركة المعنية وان لم تستمر، فهذا في علم الغيب والأسواق مليئة بالمفاجآت، الا انها دخلت التاريخ من اوسع ابوابه كأول شركة سعودية مساهمة تعلن عن شكها في القدرة على الاستمرار.