الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعج الساحة الاجتماعية حاليا في الخليج وفي وسائل التواصل الاجتماعي ايضاً بالكثير من حسابات المشاهير والتي يظهر فيها ملامح كثيرة للبذخ والشكليات التي تكاد غير معقولة والي احيانا لا نجد مبرر من إظهارها امام جمع غفير من مختلف الطبقات الاجتماعية والعمرية حتى اعتاد الشخص المشهور او الذي يتابعه نزرا من الناس على ابراز سيارته الفارهة او قطع من منزله الفاخر .
القائمة الطويلة صاحبة السجل الاسود والمحكوم عليها بالحبس والسجن نتيجة عدم المقدرة على تسديد التزاماتها او قروضها نجدها من ضمن المتأثرين بعالم المظاهر كفانا الله واياكم شرها فحاذر اشد الحذر من الانجراف خلف تلك الشكليات والتأثر بهم ،كذلك من الخطأ الفادح مقارنة دخلك المادي او الشهري بمن يتقاضى ملايين الريالات شهريا سواء كانو من مشاهير السوشل ميديا او من هم من اصحاب الطبقات الفاحشة الثراء ، نحن هنا لا نعترض على اصحاب المداخيل المرتفعة بل هذا ماكتبه الله لهم ورزقهم اياه ولكن نحن نوجه اصحاب المداخيل المنخفضة بعدم تقليد حياة اصحاب المداخيل المرتفعة وان تكن متصالح وراضي مع ماقد كتبه الله لك من رزق .
حب الاستعراض المبالغ به ( الهياط) كما يقال باللغة العامية حذرت منه جميع الاديان نتيجة ماتجر اليه من نتائج سلبية حتى انهم صنفوه تحت قائمة في الامراض النفسية كأن يلبس الماركات العالمية رغم وجود ماركات اقل سعراً نفس الجودة ولكن بسبب انها تحمل اسم البراند العالمي فتؤكد الدارسات العلمية أن صاحب هذه الافكار بحاجة لإعادة تأهيل نفسي وسلوكي وروحي حيث يحتاج للتدرب على استراتيجية السلوك المضاد، بمعنى أن يدرب الشخص نفسه على سياسة ضبط النفس ولها أسلوب نفسي معين لا يسعنا المجال لمناقشته بحيث يدرب المريض نفسه على قمع رغبته في إلحاق الأذى النفسي بالآخرين ليكسب ودهم بدل حقدهم وأن يدرب نفسه أيضاً على تقبل الرأي الاخر وعلى حسن الاستماع وعلى محاولة بناء ذاته والاقتناع بما كتبه الله لك.
وتجدر الإشارة إلى أن من يتصف بحب المظاهر ويقتني الاشياء الباهضة لإرضاء من على شاكلته من المجتمع أو أُسوةً بمن يتابعهم من المشاهير والأثرياء، لابد وأن يُدرك ويعي بذاته بأنه في معضلة لابد له من الخروج منها ، وذلك بتنمية الوعي الذاتي ومشاركة مايعيشه مع أصحاب نشر الوعي الهادف من شركات مجتمعية وجمعيات تخدم هذا الجانب وتساعده في تغيير هذا السلوك فكريا.
إننا كمسلمون يتحتم علينا تطبيق البساطة في كثير من أمور حياتنا، إن التباهي وحب المظاهر والظهور بمقتنيات باهظة وغريبة ليس من مبادئ الدين الاسلامي الحنيف وبعيدة تماما عن مقاصده السمحة والمثيرة! ولو كانت من المحاسن في الإسلام لكان أولى بها قبلنا رسول الله ﷺ ! بل إنه عرضت عليه خزائن السماوات والأرض وأبى زهدًا وتورعا ورجاءً بما عند الله تعالى في الدار الآخرة .
إن ذلك لايدعونا إلى التقشف واتخاذ المعيشة الرثّة ! كلا ! بل إن الإسلام دين الاعتدال والوسطية يقول تعالى{ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورا} ويقول تعالى في ذمّ الاسراف والتبذير والحث على نبذهما {إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين} حيث تآخى الشخص المُبذّر مع الشياطين بسبب تبذيره واسرافه! وهذا بحد رادعًا للإنسان بأن يتجنب التبذير وما يؤدي إليه.
إن اقتناء السلع الباهضة اياً كانت، ومجاراة مايشبع نظر الناس مهما بهض ثمنه لا يعدّ من الأمور التي يصدق بها الإنسان البسيط مع نفسه!.
لذا فإن الانسان الذي يحب المظاهر قد أخطأ في حق نفسه قبل كل شيء حيث استصعب على نفسه عيشة البسطاء السعداء، وأدخلها في دهاليز المخادعة مع الذات والازدواجية مع المجتمع والسعي في ارضاء الناس، والأمر من ذلك أنه اشترك بأخوة الشياطين! وهو في النهاية لم يعش هانئًا ولا بسلام حقيقي مع نفسه ومع مجتمعه لأنه لايزال لم يبلغ الرضى!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال