الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
فارس محمد الصقير
بدأت تاريخا النهضة العمرانية في مفهومها المعاصر في المملكة العربية السعودية بعد اكتشاف النفط في اوائل القرن العشرين و منها بدأت شركات النفط ومن ضمنها ارامكو البدء في تشكيل منظومة من الأعمال لتأسيس مرافق تخدم اغراضها لوجستيا بسبب عدم وجود بنية تحتية في ذلك الوقت و كانت التحديات كثيرة و الأوليات متعددة .
هذه التحديات والأولويات جعلت شركة النفط ومنها ارامكو تستعين بعدد كبير من الافراد السعوديين في تلك الحقبه لسد ثغره العماله ومنها بدء العامل السعودي تعلم مهارات جديدة لم يكن يعرفها من قبل و انتقل من الأعمال التقليدية الى جميع الحرف التى تحتاجها صناعة النفط وهذه نقله نوعيه للفرد السعودي و بداية الاحتكاك مع العالم الجديد .
هذا الجيل من السعوديين نجح رغم الصعوبات في اجتياز التواصل باللغه الانجليزيه وذلك بالتحدث دون الكتابة لكسر عامل الوقت ثم واصل التدرج في مهارته من عامل غير ماهر الى أعمال متخصصة يحتاجها قطاع الإنشاءات لدعم صناعة النفط وتكونت منها طبقة من الفنيين السعوديين تعمل في أعمال جديدة في قطاعات التشييد والبناء والطرق والطاقة والحفر وتشكلت منها بداية دخول السعوديين كمقاولين من الباطن في تلك الأعمال ثم كمقاولين رئيسين لاحقا و لكن للأسف الشديد انقطعت هذه المهارات في منتصف السبعينات عند بدايه الطفره وفتح المجال على مصراعيه لاستجلاب العماله الرخيصه من الخارج لسد ثغره النقص في العمالة وتوجه الشباب السعودي للدراسه الاكاديميه .
والان في اعتقادي انه أن الاوان لاعادة بث تلك المفاهيم في الجيل الجديد والذي يشكل من 50% ن السكان وفي ظل ازدياد الباحثين عن عمل و نقص الفرص المتاحة للتوظيف وذلك بأستحداث برامج شراكات بين المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني و شركات المقاولات لخلق الإثارة والحماس للجيل الجديد للعمل في هذا القطاع وتوفير الاهتمام والالتزام النهائي بالمشاركة والنجاح .
هذه البرامج يجب ان تهدف لقيام شراكة بين المشاركين و المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني وشركات الإنشاءات على ان يصبح المشاركون المؤهلون متدربين مبتدئين لدى شركات الانشاءات وفي بداية دراستهم تتحمل الدولة تكلفة تدريبهم والغرض من ذلك هو خلق علاقة تربط بين الطالب والشركة مع وضع معايير للمشاركة وشروطاً للعمل المستمر وكأي علاقة عمل فإن الالتزام بالمواعيد والمشاركة والدقه بالعمل ومعايير السلوك ستكون هي المعالم الرئيسية للاستمرارية.
بالاضافه ان يسعى أن تكون تلك البرامج معترفا به من خلال هيئة معتمدة دوليا مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا التي لديها برامج بالامكان استخدامها كنماذج ويكون المنهج الدراسي للبرنامج موزعا عبر مجموعة من الفصول الدراسية والخبرة العملية لتغطي مجموعة متنوعة من قطاعات دورة البناء التي تؤدي جميعها إلى التوظيف طويل الأمد مع شركات الإنشاءات .
وفي الختام اعتقد انه اصبحت ضرورة لاستحداث فرص عمل جديدة للشباب السعودي لإنشاء برامج مستدامة وقابلة للتطوير لبناء قدراتهم بالبحث عن مستقبل مهني في قطاع المقاولات أسوة بالجيل السابق الذي نجح في تطوير مهاراته من عامل غير ماهر الى ماهر ثم انتقل إلى تطوير قدراته الى ان اصبح رجل اعمال ناجح .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال