الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قدم وزير العمل أحمد الراجحي قبل توليه الوزارة نصيحة للشباب المقبل على العمل ، بأن يفكروا بامتلاك عملهم الخاص ، وأن يكونوا موظِفِين لا طالبي عمل ، وهذه النصيحة الثمينة قدمها معاليه بصفته رجل أعمال يعرف جيدا أسرار السوق ، وحجم الفرص الكبيرة جدا التي يتمتع بها السوق السعودي ، والتي استفاد منها غير السعوديين كثيرا ، في حين أن شبابنا يبحثون عن الوظائف المريحة ثابتة الدخل .
لكن يظل سؤال الشباب ، كيف ؟؟؟
في استطلاع لوزارة العمل عن أهم المعوقات التي تواجه الشباب لبدء مشروعهم الخاص ، كانت النسبة الأعلى لمشكلة رأس المال ، ثم الإجراءات القانونية . الغريب أن فكرة المشروع لم تكن من ضمن المعوقات المتوقعة التي تم طرحها للاستفتاء .
لم يذكر الاستفتاء المنافسة الكبيرة مع العمالة الوافدة ، بل احتكارهم الذي يصعب كسرة في السوق السعودي ، وهي برأيي المشكلة الأكبر التي تواجه كل من يرغب في دخول العمل الحر ، خصوصا في التجارة التقليدية ، لكنها بكل حال ليست مانعا لمن لديهم الرغبة والإصرار على دخول عالم العمل الحر . لكن الأفكار الجديدة والجريئة تظل المساحة الأكبر والأفضل لممارسة التجارة للشباب السعودي في ظل ذلك الاحتكار والمنافسة الشرسة من العمالة .
الأفكار الجديدة ليست بالضرورة أن تكون أنواع جديدة من السلع والخدمات ، بل تكفي الخدمات الإضافية المقدمة للعميل ضمن تجارة تقليدية بأي طريقة كانت كالعرض ، والشكل ، والأسعار ، وغيرها من الخدمات الجانبية التي لا تقدمها التجارة التقليدية ، وتفعيل الخدمات الالكترونية سيحقق للشباب مزايا كبيرة. والاستفادة من البرامج الداعمة لريادة الأعمال سيخفف كثيرا من أعباء ومشاكل أصحاب الأعمال الجدد .
الشراكات هي الحل الأمثل لكثير من مشاكل ريادة الأعمال ، أولها مشكلة رأس المال التي يعتقد معظم الشباب أنها المشكلة الأكبر أمامهم لبدء مشروعهم التجاري ، ثم مشكلة العمالة . فتكوين فريق للعمل متجانس متكامل المهام بعناية كبيرة ؛ ليشمل أهم الوظائف التي يريدها المشروع ، ويحل أكبر مشاكل المشاريع من جانبي العمل والموارد المالية اللازم توفيرها لبدء مشروع ، بحيث يتساعد فريق العمل في كل المهام تقريبا كل حسب تخصصه ، وفي توليد الأفكار الجديدة لتطوير المشروع ، والحفاظ على استمراريته ونموه .
ومثل هذه المشاريع تساهم في التوظيف ، وحل مشكلة البطالة بأفضل الطرق . فأصحاب المشروع هم موظفوا أنفسهم ، وبإمكانهم بعد نمو المشروع توظيف غيرهم . وذلك يسهم في القضاء على مشكلة البطالة بوتيرة أسرع . وتضمن هذه المشاريع بنسبة كبيرة عدم عودة الشباب للبطالة ، بسبب التسريح من العمل ، أو عدم التوافق مع صاحب العمل ، أو عدم مناسبة العمل ، أو عدم كفاية الدخل.
أخيرا ، يجب أن يعلم الشباب أن العمل الحر يلزمه الجرأة في اتخاذ القرارات أولا في بدء مشروع تجاري ، فمعظم الشباب يتهيب العمل الحر . وبعد ذلك في الدخول في مشاريع جريئة ، وتقديم أفكار جديدة ، والدخول في عمل لم يسبق معرفته . كما أن العمل الحر ليس طريقا مفروشا بالورود ، بل يلزمه عمل شاق ، وصبر كبير ، ومثابرة مستمرة ، لكن نتائج كل ذلك فيما بعد خير كثير بإذن الله .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال