الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعتقد البعض بأن التخطيط في الأمور المالية ووضع خطة شهرية أو سنوية على مستوى الفرد نفسه أمرٌ صعب ومعقد ظنًّا منهم أنه يلزم حضور دورات والحصول على مؤهلات تُمكنّهم من أداء مهمة التخطيط على أكمل وجه!
ربما حضور ورش العمل والدورات التدريبية في التخطيط المالي من الأمور المهمّة والمرغوبة التي تساعد الفرد في إدارة أمواله والتخطيط لحياة مالية أفضل ولكن عدم الحصول على دورات أو مؤهلات في الإدارة المالية لا يعتبر عائقًا في مقدرة الفرد على ضبط أموره المالية وتوفير احتياجاته من ضروريات وكماليات بل وحتى مضاعفة دخله!
إنّ الفرد في معظم مجتمعات العالم مؤهل لكسب المال منذ بلوغه سن الثامنة عشر وفي دول أخرى قد يكون أصغر سنًّا! مما يعني أن الوعي المالي ينشأ معه في عمرٍ مبكرة، فمثلًا طالب الجامعة بحصوله على مكافأة شهرية يستطيع أن يدّخر جزء منها ويصدف جزء آخر ويُضاعف الثلث الأخير بحيث يستثمره في مشروع مقتدر عليه كالبداية بعمل مستقل بهواية يجيدها أو حرفةٍ يتقنها أو فنٍّ يبرز فيه ويزيد في دخله.
من جهةٍ أخرى فإنّ الفرد أيّا كان عمره هو المدرك الوحيد لإحتياجته ومصاريفه وماذا يريد؟ وهل هو فعلًا بحاجة إلى هذه السلعة أو هذا المنتج بالتحديد وفي هذا الوقت أم لا؟! هذه الأسئلة لا يستطيع أحد الإجابة عليها إلا صاحب المال نفسه! وهذا على مستوى الحاجات اليومية والاسبوعية، أما بالنسبة على المدى البعيد على مدى سنة وأكثر فهو من الأمور الضرورية في الحياة التي يجب أن لا يغفل عنها كل فرد من أفراد المجتمع حتى يتحقق له الأمان المالي.
ربّما قد يحتاج البعض إلى مستشار مالي أو الى الإطّلاع والبحث والقراءة كي يكون على وعي وخبرة ودراية أكثر بحسن التصرف في أموره المالية وكيفية وضع خطة مالية خاصة به وتفي بإحتياجته وتزيد من دخله اليومي أو الشهري، ولكن لا يوجد بالحياة اشخاص أو مؤسسات استشارية مالية مهما بلغت خبرتها هي على دراية بظروف الأفراد واحتياجاتهم وما يناسب ويفيد شخص قد لا يتناسب مع شخص آخر.
هذا إضافةً إلى أنه قد يعترض الأفراد حالات من التغيير في ميولهم وأهدافهم مما يجعل الاستعانة بطرف آخر غير مُجدي وإن نفع فقد يكون نفعهُ غير مستدام! لذا أنت كفرد عليك معرفة ماذا تودّ أن تكون ومالذي تريد الحصول عليه ماديًّا من الحياة؛ هل تطمح لأن تكون “موظف حكومي أم موظف قطاع خاص، أو صاحب عمل مستقل عصاميّ يبدأ من الصفر، أو صاحب حرفة يتقنها ويجني كسبه منها ويطور منتجه ليصبح عالميا، أو مستثمر يضع رأس ماله ليجني أضعافه، أم تاجر برأس مال عالي ليحصل على أضعافه،..” ومالذي تريد الحصول عليه في الحياة؟ وماهي أولوياتك؟; “سيارة ، منزل، منزل في مكان محدد، سفر، طائرة خاصة… الخ”.
ليس صعبًا ولا مستحيلًا تحقيق الأحلام وجعلها واقعًا تراه في حياتك ! ولكن هذا يتطلّب منك التخطيط الناجح والعمل اليومي والسعي بكل جهدك و وقتك حتى تصل إلى ما تريد وتحلم بل وربما أكثر !
يحثنا الإسلام على العلم والعمل والسعي في كسب الرزق حتى وإن اضطرّ الإنسان إلى أن يعمل في الحطابة و غيرها من الأعمال البسيطة التي تغنيه عن الحاجة وتعفّه عن سؤل الناس، ولا عيب أبدًا في كسب الرزق الحلال أيًا كان مصدره حيث كان سيّد البشر عليه الصلاة والسلام يرعى الغنم حتى انتقل منه إلى امتهان واحتراف التجارة.
لذا عليك أن تعلم أن الأهداف كالأُمنيات وهي لا تتحقق إلا بالعمل والصبر مع العزيمة والإصرار وشحذ الهمة وتجديد الشغف.
فإن كنت تريد سيارة فارهة أو منزل بمساحة معيّنة وبحي ترغب السكن فيه; لابدّ من الاستعداد لذلك بالعمل واكتساب الدخل الإضافي و الإدخار ، وليس بالإقتراض والدخول في دوامات الديون التي قد لا تنتهي!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال