الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كأس العالم الأخير، بلا شك، سيرسم الطريق للكثير من الدول المهتمة برفع مستوى منتخباتها في المستقبل القريب. كيف لا، وهو قدم لنا بمربعه الذهبي المنتخبات التي استثمرت (بحنكة) في صناعة أجيال كروية تعي قيمة اللعب الجماعي وفلسفة الكرة (الشاملة) ولاتعترف كثيراً بالأسماء (الرنانة) مهارياً، وهاهي المنتخبات الأربع اليوم تقطف ثمار حسن استثماراتها بوصولهم للمربع الذهبي (كسابقة) أجيال جديدة.
فالمنتخب الانجليزي، على سبيل المثال، كعناصر، كانو نتاج السنين العشر الأخيرة من الاستثمار في الأكاديميات والمدارس الكروية ومراقبة برامج تطوير النشئ في الأندية الانجليزية. وفي عام 2014، تم تطوير المناهج التدريبية تحت خطة “فلسفة DNA الانجليزي” لانتاج نخبة من اللاعبين أسوة بمخططات كروية أخرى أبدعت في هذا الشق مثل المنتخب الأسباني الذي وضع مخططه في عام 1995 واستحوذ على بطولة كأس العالم في 2010 و البطولات الأوروبية من أعوام (2008- 2012)، والمنتخب الألماني الذي حدد منهجيته في عام 2000 وتوج بكأس العالم عام 2014.
فمخطط المنتخب الانجليزي يعتمد على تعريف خمس عوامل: “من نحن، كيف نلعب، من هم مستقبل الكرة، كيف ندرب، وكيف ندعم”. وكل عامل من هذه العوامل تم الاستثمار في منهجيته وكادره البشري و بنيته التحتية بعناية من قبل الاتحاد الانجليزي. فكما نرى اليوم لم يعد هذا المنتخب هو منتخب (الكرات الطويلة) و القوة الجسمانية. بل هو نتاج مخطط حدد ثقافة لعب معينة من دون عمر (15 سنة) إلى الأعمار المتقدمة.
والأهم من ذلك، كيف استثمر الاتحاد الانجليزي في استقطاب الكثير من الخبرات العالمية والأدبيات الكروية في صناعة محتواه التأسيسي، الذي ليس فقط نجح في إيجاد جيل كروي (جديد) كما برهن عليه كأس العالم الأخير، بل يدر عليه الكثير من الأرباح من خلال إشرافه (المباشر) على جميع الدورات التدريبية السنية في مختلف الأعمار واعتماد تراخيصها، وأماكن إقامتها، و تقديمها من قبل مدربين معتمدين هم حصيلة برامج تدريبية موضوعة من قبل الاتحاد نفسه.
ليس ذلك فحسب، بل يخول الاتحاد الانجليزي أي مدرب معتمد حاصل على رخص (مسار) فتح أكاديميات كروية، وهو أحد المسارات المتوفرة للمدربين الراغبين بالاستثمار الخاص، على افتتاح أكاديميات تقع تحت إشرافهم لتدريب النشئ. بجانب أن الاتحاد الانجليزي يوفر جميع الكتب المطلوبة لكل مرحلة بجميع تفاصيلها للراغبين في الحصول على الرخص التدريبية التي تدفع رسومها مباشرة على موقع الاتحاد والذي يعج بدورات تدريبية معتمده على مدار العام في الكثير من المدن وفي مواقع مستأجرة كالجامعات وغيره.
إضافة إلى ذلك، يمتلك الاتحاد الانجليزي خطة تسويقية مقننة، لخلق ولاء مع حاملي الرخص التدريبية والمتدربين من خلال توفير جميع المنتجات الأساسية والكمالية، كالملابس والقطع التذكارية والمواد التعليمية التي تحمل شعار الاتحاد الانجليزي على جميع منتجاتها. مما يسهم باحساس المدربين بانتمائهم إلى مؤسسة تساهم في نجاحاتهم المستقبلية. كما يلاحظ على منشورات الاتحاد وبعض منتجاته تكامله مع الرعاة من الشركات العالمية ك “مكدونالدز”، وهذا ينم عن ذكاء تجاري يسهم في (استمراريته) ربحياً.
كلنا أمل في أن يخطو الاتحاد السعودي بخطى واثقة نحو تحديد هوية كرتنا السعودية من خلال تعريف من(نحن) و(كيف) نلعب و(من هم) مستقبلنا ، لتحديد منهجيتنا التدريبية بصنع هؤلاء المدربين (أو) باستقطابهم لصناعة جيلنا الكروي القادم. هذه بلاشك هي ملامح ((بذرة)) الطريق لاتحاد (طموح) مقدم على صناعة اقتصاد رياضي ذا ربحية عالية على مستوى (الهيئة) الأم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال