الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اعلان شركة ارامكو السعوديه عن مناقشات مع صندوق الاستثمارات العامه بشأن الاستحواذ على حصة استراتيجيه في شركة سابك يطرح تساؤلات عن اسباب ذلك الاستحواذ وبالتالي ما المستقبل الذي ينتظر صناعة البتروكماويات في المملكة.
ويبدو ان اختلاف الاراء عن ما اذا كان ذاك الاستحواذ من اجل توسيع المحفظة الاستثمارية لارامكو او من اجل اصلاح قطاع البتروكماويات، اجد نفسي اميل اكثر الى الاحتمال الثاني … وهو ان الغرض الرئيسي من تلك الخطوه اصلاحي واستبعد احتمال الاستثمار خاصة اذا عرفنا ان شركة ارامكو وصندوق الاستثمارات العامه تعود ملكيتهما للدولة واينما تجري ارباح سابك فأنها تصب في مكان واحد.
وهذه الخطوه تعيدنا الى خطاب وزير الطاقه في شهر نوفمبر من العام الماضي والذي وصف قطاع البتروكماويات في المملكة بالمتأخر ولابد من مواكبة العالم في قطاع الكيماويات وذلك أثناء انعقاد منتدي جييكا السنوي في دبي، ومن المعروف ان وزير الطاقة يشغل منصب رئيس مجلس إدارة ارامكو السعودية.
اللغة التي استخدمها الوزير في وصف قطاع البتروكماويات بالمتأخر كانت لافته للنظر وتحمل كثير من الشفافية وسبق ان كتبت عنها مقالا في حينها مشجعا الوزير بالمضي قدما في مجال اصلاح الصناعات الكميائية لدينا كأحد أهم الإيرادات غير النفطية.
ومن المهم إعادة قراءات خطاب الوزير الفالح الذي لم يلفت نظر حينها كثير من الكتاب المتابعين للشأن الصناعي في المملكة وذلك لمعرفة اسباب اقدام “ارامكو” على خطوة استحواذ حصة في “سابك” وما الاصلاحات المنتظره في المستقبل.
ويكفي الإشاره الى الارقام التي اوردها الوزير بحجم الايرادات المتواضعة من صناعة “سابك” التي تحتل المرتبه الرابعه عالميا بالانتاج والتي لا تتجاوز 2% فقط من مجمل الانتاج العالمي المقدر ب 4 ترليون دولار سنويا. والرقم الصادم الذي كشف عنه الوزير حجم التأخر في انتاج المنتجات المتطورة ذات القيمة المضافة (الصناعات التحويلية) والاعتماد على تصدير ما يزيد عن 80% من المواد الخام للخارج مما افقدنا فرصة ايجاد وظائف تعد بالملاين بطريقة مباشرة او غير مباشرة محليه.
وارقام كثيرة ومهمة اوردها خطاب الوزير لا يسع المكان لذكرها جميعا ولكنها بلا شك سوف تضع تحديات كبيرة امام ارامكو السعودية والتي هي ايضا بدأت بالدخول في مجال الصناعات الكيميائية بالطريقة ذاتها التي تعمل فيها مصانع سابك .. وقد تستطيع اصلاح القطاع في “سابك” واصلاح القطاع لديها ضمن الاهداف التي وضعتها رؤية 2030 .. رؤية المحتوى المحلي او قد لا تستطيع.
ولكن الشيء الأكيد الذي نعرفه ونؤمن به بأن الإرادة السعودية التي ابهرت العالم ببناء “سابك” في ثمانيات القرن الماضي في ظل الظروف الصعبة والتي راهن الكثير على صعوبة تحقيقها مع اسعار نفط وصلت 9 دولار، فكانت “سابك” تمثّل الإرادة السعودية التي سوف تحقق رؤية التحدي والإصلاح مهما كانت الظروف صعبة سنسير متوحدين خلف قائدنا وسنصل لحدود السماء ولا شك لدينا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال